شبان يستعجلون التشغيل بأولاد النمة
بسلاسل محكمة بأقفال حديدية، وقارورات بلاستيكية عليها عبارة “سم قاتل”، دخل مجموعة من المعطلين، الأربعاء، في اعتصام أمام قصر بلدية سبت أولاد النمة التابعة لإقليم الفقيه بن صالح من أجل الشغل والكرامة.
وأصر المحتجون، الذين يرفعون شعار “الشغل حق وليس امتياز.. وكفى فسادا”، على أن ينفذوا شكلهم الاحتجاجي في مسيرة نحو باشوية سوق السبت، قبل أن يرابطوا بشارع محمد السادس بالقرب من قصر بلدية سبت أولاد النمة.
وطالب المتظاهرون، من خلال كلمة لهم، كلا من السلطات المحلية والمجلس الجماعي بتحمل مسؤوليتهما فيما ستؤول إليه أوضاعهم، مؤكدين أن الموت أضحى أهون من عيش القهر والظلم والحكرة في زمن العبث والقرارات العشوائية.
ويواصل المعطلون، المنضوون تحت لواء جمعية الصمود، شكلهم الاحتجاجي في ظل ما وصفوها بـ”الوعود الكاذبة‘‘، التي تتكشف يوم بعد يوم؛ فكل المؤشرات تفيد بأن لا أمل يلوح في الأفق على الأقل في الوقت الراهن، حيث يتواصل مسلسل الإقصاء والتهميش والتعاطي اللامسؤول مع ملف العاطلين عن العمل بشكل عام.
وأكد مروان صمودي، وهو مجاز معطل، أن “الشكل الاحتجاجي سلمي، ويعبر بشكل صارخ عن الرفض المطلق لسياسة التسويف والحلول الترقيعية التي يقدمها المجلس الجماعي”.
وأشار المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن واقع حال هؤلاء المعطلين المتظاهرين لم يعد يتحمل المزيد من الصبر والمماطلة.
وأضاف صمودي أن عناصر مجموعة الصمود قرروا اللجوء إلى خيار “شرب السم احتجاجا على عدم اهتمام الجهات المعنية بهم وعدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة في الشغل”.
وعبر المحتجون عن استعدادهم لمواصلة برنامجهم الاحتجاجي التصعيدي، على اعتبار أن الحق في الشغل يضمنه أسمى قانون في المملكة الذي هو الدستور، فضلا عن باقي المواثيق الدولية، موضحين أنهم غير قادرين على تحمل فشل سياسيات المجالس خاصة على صعيد قطاع التشغيل.
وأعلنت مجموعة الصمود للمعطلين، في بلاغ ثان لها نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها قررت وبإجماع أعضائها الشروع في تناول السم محملة الجهات المعنية محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا مسؤولية سلامة أعضاء المجموعة.
وفي معرضه تعليقه، أكد بوبكر أوشن، رئيس جماعة سبت أولاد النمة، أنه يتفهم وضع المعطلين، وخاصة بعض الحالات الإنسانية التي يقول إنه على علم بمستواها المعيشي، طالبا بالمزيد من الوقت لتدبير هذا الملف الذي يعتبره من اختصاص الدولة وليس فقط المجالس الجماعية.