صحف مصرية: «كله تمام» ونحن جاهزون لا تصلح مع وباء كورونا… وبتزوير كشوف التوقيع يحصل النواب على مكافأة الجلسة كلمات مفتاحية
القاهرة ـ «القدس العربي»: عادت قضية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي لتلقي ظلالها من جديد على صحف القاهرة الصادرة يومي السبت والأحد 21 و22 نوفمبر/تشرين الثاني التي سلطت الضوء على حالة الاستياء التي سادت أوساط المثقفين بسبب محاولات مريبة بشأن توريط فنانين عرب لإجبارهم على التطبيع مع الكيان الصهيوني، وبدوره ووفقا لـ«الأهرام: قال الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، إن الفنان محمد رمضان أكد له أنه لا يعرف الشخص الذي التقط معه الصور في دبي، مؤكدا على أنه لم يعرف أنه مطرب إسرائيلي. وتابع: «رمضان أكد لي أنه فوجئ بجنسية الشخص الذي التقط معه الصور في الإمارات» وأضاف نقيب الممثلين: «رمضان ليس بالغباء أو بالسذاجة أنه يلتقط صورا مع مطرب إسرائيلي وهو يعرف جنسيته». ولفت إلى أنه سيتم استدعاء الممثل المصري في النقابة لتوضيح حقيقة صورته مع المطرب الإسرائيلي. وشدد على أن نقابة المهن التمثيلية ترفض التطبيع مع إسرائيل، وقامت بشطب أحد اعضائها وهو الكاتب الراحل علي سالم بعد إعلانه دعمه للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
وقد اهتمت صحيفة «المشهد» بالصورة التي نشرها مطرب إسرائيلي يدعى إيلاد تسلا تجمعه مع النجم محمد رمضان. ويأتي هذا بعد حالة الجدل التي أثيرت بعد انتشار صورة لمحمد رمضان، مع المطرب الإسرائيلي عومير آدام. ونشر إيلا تسلا، الصورة التي تجمعه مع الفنان محمد رمضان عبر موقع «إنستغرام» وكتب عليها: «الملك». وفي وقت سابق نشر الإعلامي الإماراتي حمد المزروعي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» صورة ثلاثية تجمعه بالفنان محمد رمضان وأحد الفنانين الإسرائيليين. وتعرض الثلاثة لوابل من الهجوم الذي شارك فيه مناهضو التطبيع.اللافت أن أسئلة متواترة بين المصريين بشأن الجهة المسؤولة عن توريط الفنانين العــــرب للتطبيع مع إسرائيل، وطالت الاتهامات جهات خليجية تردد أنها سعت للتنسيق من وراء ستار مع تل أبيب، من أجل إسقاط الجدار العازل بين العالم العربي وسلطة الاحتلال وهو الجدار الذي ينظر له باعتباره آخر السدود المنيعة، التي تحول بين تل أبيب وتسييل جبال الكراهية التي تسكن صدور الجماهير العربية تجاه كل ما هو إسرائيلي مهما هرولت الحكومات وطبع المطبعون بثمن بخس.
لكم دينكم
من بين الصحف التي اهتمت بإلقاء الضوء على أزمة الفنان محمد رمضان بسبب صورته مع فنان إسرائيلي «المصري اليوم» حيث أشارت فاطمة محمد إلى أن اسم الفنان محمد رمضان، تصدرالأسماء الأكثر بحثا عبر محرك البحث غوغل، ومنصات التواصل الاجتماعي، عقب أزمة نشر صورة تجمعه بفنان إسرائيلي، خلال تواجده في دبي. كانت بداية الأزمة نشر الصورة من جانب المغرد الإماراتي حمد المزرعي، الذي وضعها في حسابه على موقع تويتر، قائلا: «أشهر فنان في مصر مع أشهر فنان في إسرائيل دبي تجمعنا». وقام رمضان بالرد على حملة الهجوم بتسجيل صوتي، عبر حسابه على أنستغرام، لكن سرعان ما قام بحذف رده عقب الضجة المثارة، وكان قد قال في تعليقه على الصورة: «لا أعلم ولا أسأل جنسية كل واحد بيتصور معي، أي إنسان بيتصور معايا ما دام بشر بتصور معاه، عمري في حياتي لا بسأله لا على لونه ولا دينه ولا جنسيته، كلنا بشر». وعاود رمضان، الرد مجددا عبر حسابه على فيسبوك، ونشر فيديو آخر من الحفل الذي جمعه بالفنان الإسرائيلي، وقال معلقا: «مافيش مجال أسأل كل واحد عن هويته ولونه وجنسيته ودينه، قال تعالى لكم دينكم ولي دين». وبعد ذلك بوقت قليل، نشر فيديو يجمعه بمواطن فلسطيني كان متواجدا في الحفل، وقال رمضان من جانبه: «مابسألش عن بلد اللي بيتصور إلا لو هو لوحده قال، وده فيديو في الوقت نفسه والمكان نفسه مع شاب فلسطيني! وبوجه فيه تحية للشعب الفلسطيني الشقيق! تجاهل البعض لهذا الفيديو يؤكد أن القصد ليس القضية الفلسطينية، لكن قضيتهم الحقيقية هي المحاولة الـ1000 لإيقاف نجاحي وشعبيتي وتوجيه الجمهور لمقاطعتي ومفيش فايدة ثقة في الله نجاح دائما أبدا.
أوباما يعرف أكثر
في كتابه المثير للاهتمام، الذي صدر أخيرا تحت عنوان «أرض الميعاد» يشرح الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما خفايا فترة من أخطر الفترات التي مرت بالعالم العربي من وجهة نظر سيد البيت الأبيض، يقول ياسر عبد العزيز في «المصري اليوم» هي فترة الانتفاضات التي اندلعت في المنطقة، وراحت تنتقل من بلد إلى آخر، لتعيد رسم المشهد السياسي، وتطيح بأنظمة وتأتي بأوضاع جديدة. إن هذا الكتاب يحفل بالكثير من الدروس والعبر، كما يكشف الكثير من الأسرار، لكن الأهم من ذلك أنه يلقى الضوء على الطريقة التي تتعامل بها واشنطن مع الأوضاع السياسية المتقلبة والملتهبة في المنطقة، وعن رؤية الرئيس الأمريكي للزعماء الوطنيين بها. ويؤكد الكتاب على أن الولايات المتحدة لعبت دورا محوريا في كافة دول التغيير العربية، لكنها مع ذلك لم تكن صاحبة الدور الخارجي الأكثر حسما، الذي يحدد مسار التحولات وطبيعة السياسات. سيمكن تفهم الأسباب التي تدفع الولايات المتحدة إلى لعب تلك الأدوار الضخمة والمركبة، وسيمكن أيضا تفهم الأسباب التي تدفع الدول العربية والقوى السياسية فيها إلى التعامل مع مثل تلك الأدوار، لكن هذا التفهم لا يعني بالطبع قبول تلك الأدوار، أو تنزيهها عن الخطل والمقاصد السيئة ومعاندة المصالح الوطنية. ومن بين ما كشفه الكتاب من آراء وانطباعات لدى أوباما عن المنطقة أربعة أفكار أساسية مهمة، أولها يتعلق بموقف الولايات المتحدة في ظل إدارة أوباما الديمقراطية، إزاء الإسلام الأصولي وممثله الأهم في المنطقة، أي تنظيم «الإخوان» إذ تبين أن أوباما يدرك أن هذا التنظيم الذي ينطوي على طاقة كامنة كبيرة يمكن أن تكون لديها القدرة على الحسم في أوقات الخلل والفراغ، هو تنظيم «غير جدير بالثقة كوصي على الديمقراطية، بسبب فلسفته الأصولية».
أمريكا مخلصة لمبادئها
أما الفكرة الثانية والكلام ما زال لياسر عبد العزيز في الجديرة بالانتباه في هذا الإطار فتتعلق بالانطباع السائد عن أن واشنطن تناصر الديمقراطية وحقوق الإنسان كالتزام مبدئي، وأنها تتدخل في هذا البلد أو ذاك دعما لتلك المبادئ وصيانة لها. لقد أظهر كتاب أوباما أن هذا الانطباع خاطئ، أو على الأقل فإنه لا يمثل مرتكزا حاسما للسياسات الخارجية لبلاده، التي تحرص أحيانا على موازنة دقيقة بين مصالحها الاستراتيجية وقدرتها على «الإخلاص لتلك القيم». وتأتى الفكرة الثالثة لتنقض التصور السائد عن أن واشنطن تمارس السياسة الخارجية بفهم واحتراف ودقة وكفاءة منقطعة النظير، وأنه من المستبعد أن تخفق أو ترتكب الأخطاء الكبيرة في هذا الصدد، وقد أظهر أوباما في كتابه أن هذا ليس هو الحال في بعض الأحيان. أما الفكرة الرابعة، فإنها تنقض الانطباع السائد بين محللين وسياسيين عرب كثيرين بأن الإدارة الأمريكية «كل متماسك» وأنها تعمل بتنسيق كامل بين كل أعضائها، ولا يمكن أن ينشأ تضارب في أي سياسة من السياسات التي تعتمدها، أو أن يقع خلاف بين رموز الإدارة حول موقف أو سياسة. هذا الانطباع وفق ما يرى عبد العزيز خاطئ بكل تأكيد. وعلى من يعتقد فيه أن يقرأ كل المذكرات التي كتبها رجال عملوا في الإدارات الأمريكية المتعاقبة، حيث سيجد أن كثيرا من السياسات الداخلية والخارجية كانت محل جدل أو خلاف أو صراع بين قوى مختلفة في الإدارات المتعاقبة.
غشاشون بالقانون
في لائحة مجلس النواب مادة تعلم منها الأعضاء الغش والكذب والتزوير والخداع والاستيلاء على المال العام. المادة التي اهتم بها محمود غلاب في «الوفد» تحمل رقم 278 وهي موجودة في اللائحة منذ أيام مجلس الشعب السابق، وتنص على أن يكون إثبات حضور الأعضاء الجلسة وغيابهم وفقا للنظام الذي يضعه مكتب المجلس. والنظام الذي كان مطبقا في حضور النواب الجلسة العامة يتم عن طريق وضع عدة مناضد أمام الأبواب التي تقع يسار قاعة الجلسة العامة، يراها الداخل إلى المجلس من باب رقم 3 المواجه لوزارة الصحة وهو متجه يسارا إلى القاعة، المناضد تحمل فوقها عدة لوحات معدنية بأسماء الأعضاء في كل محافظة على حدة، ويوجد قلم رصاص مربوط بخيط معلق إلى جوار اللوحة بالقرب من الكشف الورقي المدونة عليه أسماء الأعضاء، ويلتزم العضو قبل دخول القاعة بالتوقيع أمام اسمه لإثبات حضوره. هذا التوقيع يضمن للعضو صرف مكافأة حضور الجلسة، ويعتمد المجلس على توقيعات الأعضاء في التأكد من وجود النسبة المطلوبة لعقد الجلسة، وهو نصف الأعضاء المكون منهم المجلس زائد عضو. وإثبات هذه النسبة هي مسؤولية الأمين العام للمجلس، الذي يقوم بحصر الأعضاء من خلال كشوف التوقيع، ويقوم بمخاطبة رئيس المجلس في الموعد المحدد لعقد الجلسة بحضور النسبة المطلوبة لعقد الجلسة، ويتوجه رئيس المجلس إلى القاعة، لكنه كان يكتشف أنها شبه خالية من الأعضاء! سأل الكاتب: أين ذهب الأعضاء.. هل تحولوا إلى فص ملح وداب وهل نزلوا تحت المقاعد، وبالفحص والتمحيص والتدقيق يتبين أن نواب كل محافظة كانوا يختارون واحدا من بينهم للتوقيع للباقين في كشوف الحضور عن طريق الذهاب إلى المجلس قبل بدء الجلسة، ويتم ذلك بالتناوب بين النواب خلال أيام الجلسات، ما يسهل عملية تزويغ النواب من الجلسة من أجل مصالحهم الخاصة، ويمارسون أعمال البيزنس عن طريق استغلال الحصانة البرلمانية، وعن طريق تزوير كشوف التوقيع يحصل جميع النواب على مكافأة الجلسة ويتساوى الغائبون والحاضرون، وكان الحاضرون لا يتعدى عددهم ثمانين نائبا على أقصى تقدير في كل جلسة.
وهم القوة
اكتشف عماد الدين حسين في «الشروق»: «أن الصراع الذي تشهده إثيوبيا كشف زيف قوة الدولة الإثيوبية، وأنها تعانى من هشاشة تصل إلى الشروخ في جدار كان يعتقد كثيرون أنه صلب. هذا الصراع كشف أيضا أن فكرة الدولة بمعناها المعروف عالميا، بعيدة تماما عن التحقق ليس في إثيوبيا فقط، لكن في غالبية القارة. هناك جهود كبيرة في هذا الشأن وهناك استقرار تم في العقود الأخيرة، وهناك محاولات لبناء نماذج ديمقراطية في مختلف بلدان القارة، لكن الملاحظة الجوهرية أن الهشاشة لا تزال سيدة الموقف. ويكفي النظر إلى نماذج مثل افريقيا الوسطى والكونغو وجنوب السودان والصومال وجيبوتي، بل والسودان وأخيرا إثيوبيا، للتدليل على أن القَبَلِيَّة والصراعات الأهلية والإثنية والدينية والفقر والفساد والاستبداد، لا تزال مؤثرة، وتلعب الدور الأساسي. هي كامنة تحت سطح رقيق جدا، لكنها تظهر لمجرد أي حادث بسيط أحيانا. ولدينا حروب أهلية في بعض المناطق الإفريقية مستمرة منذ سنوات طويلة. هذا الواقع كما أشار الكاتب يفترض أن يجعل بعض المتفائلين أكثر تواضعا، حينما يتحدثون عن المارد الافريقي المنطلق والمقبل بقوة من الخلف، في حين أن لدينا عاملا ثانيا مهما وهو ضعف وهشاشة الاقتصاد، واستمرار استنزاف الثروات الوطنية لمصلحة الشركات العالمية الكبرى، التي صارت البديل الحديث للاستعمار بشكله التقليدي في مرحلة ما قبل الاستقلال. ينتج عن العامل السابق الفساد المتجدز في غالبية البلدان الافريقية، والبيانات والأرقام والإحصائيات عنه متضاربة، لكنه يستنزف معظم الثروات الوطنية. هذا العامل هو اللاعب الأكثر مهارة الذي يتم استخدامه كغطاء لمصلحة الشركات والدول الكبرى. إن العوامل الثلاثة السابقة هي الأرضية الخصبة التي جعلت للإرهاب موطئ قدم كبيرا في افريقيا، والأمثلة لذلك كثيرة خصوصا في ليبيا والصومال ومالي وبعض مناطق الساحل والصحراء.
جنت على نفسها
أما في «الأهرام» فيرى عبد المحسن سلامة: «لو أن إثيوبيا شريك جاد، ولديها ما يكفي من حسن النيات، لكان من الممكن تكرار تجربة النموذج التنزاني فيها، حيث تقيم تنزانيا سدا ومحطة لتوليد الطاقة الكهرومائية على نهر «روفيجي» بمنخفض «ستيجلر جورج» ب مصرية. الحكومة المصرية تضع نجاح هذا المشروع على أجندة أولوياتها، وهناك متابعة مستمرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي لمراحل تنفيذه، وتكليف مستمر منه بالالتزام بشروط المشروع التعاقدية حتى اكتمال تنفيذه في 2022. في الأسبوع الماضي، شارك وزيرا الكهرباء والإسكان في الاحتفال الذي أقيم في تنزانيا بمناسبة البدء في تحويل مجرى نهر «روفيجي» لاستكمال تنفيذ جسم السد الرئيسي، الذي يشيده تحالف مصري يضم شركتي «المقاولون العرب» المملوكة للدولة المصرية، و«السويدي إلكتريك» إحدى كبريات شركات القطاع الخاص المصرية، بقيمة إجمالية تصل إلى 2.9 مليار دولار. كان من الممكن أن يكون هناك تعاون مصري إثيوبي في بناء السد الإثيوبي، لو أن إثيوبيا جادة في الشراكة مع مصر والسودان، من منطلق مبدأ «المصالح المشتركة لدول حوض النيل» وهو ما كانت تتغنى به طيلة السنوات التسع الماضية، غير أنها كانت تفعل غير ما تقول دائما، ولجأت إلى سياسة «فرض الأمر الواقع» وهي السياسة المرفوضة من الجانبين المصري والسوداني، اللذين يتمسكان بضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم حول سد «الأزمة» الإثيوبي. ويرى الكاتب أن إثيوبيا تحاول من خلال تطويل أمد المفاوضات، والمراوغة في أزمة السد، تغطية مشاكلها الداخلية المتفجرة، والبحث عن شماعة لتلك المشاكل، بعد أن أخفق رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، في العديد من الملفات الداخلية والخارجية، وبعد أن كان مناديا بالسلام أصبح واحدا من دعاة الحرب، ما دعا لجنة نوبل إلى التدخل، حيث عبرت عن قلقها الشديد إزاء الصراع المتصاعد في منطقة تيغراي الإثيوبية.
ما القيمة الدينية والأخلاقية منها؟
يقول عمرو الشوبكي في «المصري اليوم» مستغربا: «لا أعرف ما هي القيمة الدينية والأخلاقية (وحتى الفائدة والمنفعة الشخصية) من الخناق على موضوع من سيدخل الجنة والنار؟ الذي انتشر مثل النار في الهشيم على كثير من مواقع التواصل الاجتماعي، ومن قال إن الله فوض بشرا من أهل الدنيا ليحددوا من سيدخل الجنة أو النار في الآخرة، فقناعات بعض الناس أن الجنة أو الملكوت أمر يخص أبناء ديانتهم فقط، يجب أن لا يكون جزءا من الجدل والنقاش مع من يعيشون معهم في الدنيا. إن أسوأ ما في هذا الموضوع لا يرجع فقط لفراغ البعض أو إقالتهم للعقل، إنما في التنطع على إرادة الله، وقوانين السماء، لأن الله لم يوكل أحدا في الدنيا ليقرر نيابة عنه من سيدخل الجنة أو النار. إن الإيمان الديني أمر يخص علاقة الإنسان بربه، وقناعاته من سيدخل الجنة أو الملكوت أمر يخصه كفرد، ولا ينعكس على علاقته بالمجتمع في أي شيء، ولا يرتب حقوقا زائدة أو واجبات أقل، ولذا يصبح الدخول في مثل هذا النقاش لا يمثل فقط تنطعا من المتطرفين، إنما في غياب الحد الأدنى من العلاقات السوية، والاحترام المتبادل بين من في الأرض. ما هي الفائدة التي ستعم على مسلم أو مسيحي إذا قال لجاره أو زميله في العمل أو الجامعة، إنه لن يدخل الجنة أو ملكوت الرب؟ وكيف ينشغل البعض بهذه الأمور ويترك مشاكله الاقتصادية والسياسية والثقافية، التي يعاني منها في بلده، وكأن عدم قدرته على حل هذه المشاكل كان سببا في اهتمامه بما لا يفيد. إن تكرار النقاش في توافه الأمور، وفي قضايا تبدو كأنها دينية أو اجتماعية أو رياضية، جاء على حساب النقاش العام حول قضايا اقتصادية وسياسية حقيقية. مفهوم في بلد مثل مصر أن تكون هناك خطوط حمر في قضايا الأمن القومي، وأن يكون هناك اصطفاف وإجماع وطني في قضايا محاربة الإرهاب والدفاع عن الدستور المدني والدولة الوطنية في حال تهديدها، هذا لا يمنع من أن نناقش أولويات التنمية والمشاريع الكبرى، ومشاكل الصحة المتفاقمة، وأزمات التعليم، وأزمات الصناعة والزراعة. وأسباب عزوف الكثيرين عن ال الانتخابية، وضعف الأحزاب، كل هذه قضايا يجب أن تناقش وتشغل بالنا، وليس من سيدخل الجنة أو النار. يقينا فتح مساحات حقيقية للقضايا الجدية وللظواهر الأصيلة في المجتمع، والمبادرات الشعبية المستقلة هو المدخل لحصار حديث «الجنة والنار» وجعل أهل الدنيا يهتمون بمشاكل الدنيا، ويعملون على حلها ويحولون تدينهم لو كان حقيقيا إلى طاقة عمل وبناء حقيقية، تحترم شركاءهم في الوطن من أبناء الأديان الأخرى، وتعمل على جعل وطنهم «جنة» الله على الأرض، وترك الآخرة إلى الله سبحانه وتعالى».
شوارع المدن
شوارع المدن هي أول سفير عن «جودة الحياة» فيها.. تستطيع تكوين صورة مبدئية عن طباع الناس وحبهم للحياة وعن مستوى الخدمات وعن ثقافة شعب، من خلال جولة مدتها ساعة واحدة سيرا على الأقدام في إحدى العواصم. وتواصل دينا عبد الكريم في «المصري اليوم» كلامها قائلة: ببساطة الشوارع تحكي عن سكانها وعن أوطانها… لهذا نحب شوارع الزمالك العريقة بأشجارها ومحلاتها ومبانيها، نحب شوارع القاهرة القديمة بكل تفاصيلها الحلوة وشوارعها الصديقة. للسبب نفسه تزعجني شوارع التجمع الخامس الخالية من الحياة مهما بدت مصطفة بالمباني والقصور، شوارع خالية من التخطيط متسعة بلا جمال وشاحبة بلا خضار، وكأن الخضار كله تم حبسه إجباريا داخل الكومباوند. للسبب نفسه يعيش سكان مصر الجديدة كابوسا منذ تغيرت ملامح الحي الراقي وتحولت كل الشوارع إلى شوارع رئيسية وطرق سريعة. وقبل أن ندخل معا في جدال أن الناس من الصعب إرضاؤهم، والمقارنة ما بين زحام الفترة الماضية وسيولة المرور الرائعة حاليا.. فتلك أمور متفق عليها بلا شك.. وهي مكاسب عظيمة لتطوير المناطق الأكثر ازدحاما في القاهرة درّة العواصم، لكن سؤالي عن هوية الأحياء، قصتها التي اعتادت أن تحكيها الشوارع وتحكي عن شكل الحياة فيها. الشوارع حين تتغير- والتغيير حتما مهم – يجب أن تتغير للأفضل.. والأفضل لأنه أمر نسبي وفضفاض، ويحتمل وجهات النظر، ويجب أن لا أطرحه هنا من وجهة نظري الخاصة، فالأفضل أن أطرح الأسئلة التي يطرحها الناس هنا وأتركها هنا علّ أحدا من أساتذة التخطيط العمراني يجيبني، ويا ليتني أكون مخطئة. أين ممرات المشي في شوارع اتساعها يزيد على مئة متر؟ أين الرصيف الآمن؟ أين خطوط عبور المشاه؟ عظيمة هي سيارات الونش التي تملأ الشوارع ورجال المرور، الذين يضعون المخالفات، لكن أين يضع الناس سياراتهم كل يوم، وأمام كل مستشفى وكل مؤسسة خدمية إشارات الممنوع التي تملأ الشوارع؟ ألم تكن هناك فرصة للحفاظ على الكتلة الخضراء التي وعد الناس بالحفاظ عليها، ثم استبدل الرمادي بالأخضر؟ أتحدث عن مصر الجديدة كنموذج لتطوير غير مشكوك أبدا في نواياه الطيبة، بل نتائجه الإيجابية المنعكسة على المرور.. لكنني أناقش أيضا مردوده إلى الانتماء، وجودة الحياة ورضا المواطنين.. وهي أمور من الواجب أن تناقش، وتخاذل عظيم أن نتجاهلها حتى مع وجود الإيجابيات. تجربة (المشي) سيرا على الأقدام في شوارع المناطق التي يتم تطويرها هي التجربة الكاشفة للإيجابيات والسلبيات. سلامة المترجلين وخبرة مرورهم في الشوارع وعودتهم لبيوتهم سالمين، هي فرض عين على كل مسؤول عن التطوير، وكل من يفكر لهذا الوطن ويحبه ويحب أهله».
نريد الشفافية والمصارحة
لم نرصد سوى ظهور من 3 إلى 4 حالات إصابة بفيروس كورونا في الجامعات منذ بدء الدراسة، هكذا صرح المتحدث باسم وزارة التعليم العالي الدكتور حسام عبدالغفار، نافيا الشائعات التي ترددت حول زيادة عدد الإصابات في الجامعات. يقول الدكتور محمود خليل في «الوطن» أسر عديدة في مصر لها طلاب في الجامعات المصرية، ويسمعون من أبنائهم عن ظهور حالات كورونا في الجامعات التي يدرسون فيها. ومثل هذه الأحاديث قد تكون محلا للمبالغة والتضخيم، وتكوين الشائعات بالفعل، لكن ماذا تقول وزارة التعليم العالي في ما صرح به الدكتور ماجد نجم رئيس جامعة حلوان، حين نفى – مثل مسؤولي التعليم العالي – الأخبار المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأن هناك عشرات الطلاب أصيبوا بالفيروس في الجامعة، ثم أعطانا معلومة متماسكة اعترف فيها بوجود 70 حالة اشتباه بالفيروس بين الطلاب، بدون أن توجد إصابة مؤكدة حتى الآن، وأن عيادة كوفيد 19 تقوم بمتابعة الطلاب المعزولين منزليا بشكل مستمر.أظن أن المتحدث باسم وزارة التعليم العالي يتفق معي على أننا أمام معلومة متماسكة جاءت على لسان مصدر مسؤول، وليس أمام شائعة، معلومة تقول إن هناك 70 حالة اشتباه بين طلاب جامعة حلوان، وبإذن الله لا تزيد على ذلك، لكنها معلومة توجب الحذر وليس الاستخفاف. القول بوجود من 3 إلى 4 حالات ما بين أكثر من 3 ملايين طالب جامعي يحتاج التدقيق. فما معنى عبارة «من 3 إلى 4 حالات»؟ الحالات إما 3 أو 4. وأخشى أن أقول إن من يستمع إلى مثل هذا الكلام من طلاب الجامعات سيأخذ أمر كورونا باستخفاف، فالرقم الذي ذكره المتحدث لا يدعو إلى القلق على وجه الإطلاق، خصوصا أن الـ3 إلى 4 حالات لا تشكل نسبة تذكر بين الملايين الثلاثة، أو أكثر ممن يشكلون كتلة طلاب الجامعات.. فهل تلك هي الحقيقة؟ ينظر بعض المسؤولين إلى مسألة الإصابة بكورونا على أنها ذنب يستحق المغفرة، أو جرم يجب التبرؤ منه. هذا النمط من التفكير يفتقر إلى الموضوعية، إذا أخذنا في الاعتبار أن الفيروس ينتشر بشراسة على مستوى جميع دول العالم المتقدم والنامي. معدلات الإصابة بكورونا تتصاعد في الولايات المتحدة الأمريكية حتى تجاوزت 12 مليون إصابة، والوضع كذلك في أوروبا وشمال افريقيا وغيرها. نحن إذن لسنا بدعا. والموقف الحالى لا يحتمل من المسؤولين التعامل بالمنهجية المعتادة التي تلخصها عبارة «كله تمام». هذه المنهجية يمكن أن يكون لها عواقب سلبية في مثل هذه الأحوال. فإنكار الخطر لا يعني زواله، بل على العكس يؤدي إلى انتشاره. التستر على حالة أو حالتين في مكان قد يؤدي إلى تفشي الفيروس بين عدد أكبر داخل المكان نفسه، لتتولى الحالات المصابة نشره بعد ذلك في دوائر أوسع. منهجية «كله تمام» و«نحن جاهزون لأي زيادة في الإصابات» لا تصلح للتعامل مع هذه الأزمة. نحن في حاجة إلى مسؤولين يملكون القدرة على الشفافية والمصارحة، فالمواجهة الناجحة لا تعرف المراوغة أو المخايلة.أخبار سارة
يوم الخميس الموافق 19 نوفمبر/تشرين الثاني يوم تاريخي للصحافة العالمية، ففي هذا اليوم كما كشف مجدي حلمي في «الوفد» تم تطبيق مبدأ الحقوق المجاورة للملكية الفكرية على الصحف.. فقد وقعت شركة غوغل شركة الإنترنت العملاقة الأمريكية، عدة اتفاقات مع صحف فرنسية تقوم بموجبها بتسديد مبالغ لها مقابل استخدام محتوياتها.وهذه الاتفاقيات هي أول خطوة من نوعها في العالم، وجاءت نتيجة تطبيق القانون الأوروبي لحماية الملكية الفكرية البند الخاص حول ما اصطلح على تسميته «الحقوق المجاورة».ووقعت غوغل عقودا فردية مع عدد من ناشري الصحافة اليومية والمجلات من بينها «لوموند» و«كورييه إنترناشيونال» و«لوبس» و«لو فيغارو» و«ليبيراسيون» و«ليكسبرس» كما تجري حاليا محادثات مع عدد من الجهات الأخرى في الصحافة اليومية الوطنية والمحلية، والمجلات.وبموجب حقوق المؤلف تجبر المنصات الإلكترونية على دفع مبالغ مالية لناشري الصحافة، ولاسيما الصور والفيديوهات، للمحتويات التي تستخدمها. ووفق وكالة الأنباء الفرنسية فالقانون الذي استندت إليه الصحف الفرنسية، أصدره البرلمان الأوروبي عام 2019 وباشرت فرنسا تطبيقه على الفور، وهو ما دفع دولا أخرى لمراقبة الاتفاقيات مع الصحف الفرنسية، خصوصا أن الناشرين فيها يواجهون مشكلات مماثلة مع غوغل.ووفق الوكالة كانت غوغل قد رفضت في مرحلة أولى دفع عائدات للصحافة الفرنسية، ودخلت في اختبار قوة مع هذا القطاع. وأمرتها سلطة المنافسة الفرنسية في ذلك الحين بالتفاوض مع الناشرين، في قرار صادقت عليه محكمة الاستئناف في باريس، وأجبرت غوغل على توقيع الاتفاقيات.
فرصة لصاحبة الجلالة
تأتي أهمية هذه الاتفاقيات التي أشار إليها مجدي حلمي، في أنها تفتح بابا جديدا لتمويل الصحافة، التي تعاني من انتكاسة مالية كبرى، بعد أن توقفت دول كثيرة عن إنتاج المعلومات، وأصبحت قوانين حرية تداول المعلومات حبرا على ورق، وبالتالي فقد الصحافيون القدرة على إنتاج محتوى جذاب خصوصا في الصحافة الورقية، وأصبحت التكاليف باهظة، وزادت المأساة التي تعاني منها المهنة بعد انتشار وباء كورونا، الذي جعل دول العالم تعلن حالات الطوارئ الصحية والأحكام العرفية، وهي حالات تقيد حرية الرأي والتعبير بصورة كبيرة وبالتالي أصبحت هناك قيود على نشر المعلومات حتى المتاحة منها، وهذه الاتفاقيات هي فتح جديد يجب أن نستغله، وهنا يأتى دور المؤسسات المعنية بحماية حقوق الملكية الفكرية والمؤسسات المالكة والمنظمة للصحف ونقابة الصحافيين عليها التحرك للضغط على غوغل لتوقيع اتفاقيات مع الصحف المصرية، التي تملك محتوى كبيرا ومتميزا.فعلى الدكتور ضياء رشوان نقيب الصحافيين المبادرة بالدعوة لاجتماع عاجل لرئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الكاتب الصحافي كرم جبر، ورئيس الهيئة الوطنية للصحافة المهندس عبدالصادق الشوربجي مالكة الصحف القومية، ورؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف، بمختلف أنواعها وجهاز حماية الملكية الفكرية، لوضع خطة تحرك للضغط على شركة غوغل لتوقيع اتفاقيات مماثلة وإخضاعها للقانون المصري الخاص بحماية الملكية الفكرية، ورجال قانون ويخرج علينا بخطة تحرك جماعية من أجل تطبيق مبدأ الحقوق المجاورة على الصحف المصرية. وعليه أيضا أن يدعو إلى مؤتمرعام للصحافيين لمناقشة مستقبل الصحافة الورقية في مصر، بالاشتراك مع كليات الإعلام في الجامعات الحكومية والخاصة، وأن يخصص جزء من المؤتمر عن آليات جديدة لتمويل الصحف، مع انكماش حجم الإعلانات التجارية بصورة كبيرة.
صاحب القلب الطيب
تأثرت عبلة الرويني في «الأخبار» كثيرا لرحيل الأديب سعيد الكفراوي: «بعد خروجه من عملية قلب مفتوح 2011 سجلها في كتابه (يا قلب مين يشتريك) بادرني معاتبا (يوم ما تكتبي عني وتتناولي كتابي وتجربتي مع القلب المفتوح، يكون نصف مقالك عن إبراهيم أصلان وعملية قلبه المفتوح، التى أجراها قبلى بسنوات). قلت ضاحكة القلوب الطيبة تتلاقى يا سعيد، وبالفعل امتلك سعيد الكفراوي قلبا طيبا، لا يكف عن مديح الآخرين ومحبتهم، وبدرجة من الحماس والمبالغة، كما حدث مع الشاعر أدونيس في معرض القاهرة للكتاب في التسعينيات.. بالغ سعيد في الحفاوة معلنا أمام جمهور الندوة (لو سألنا أي طفل في أي قرية مصرية، ماذا تقرأ؟ لقال أقرأ أدونيس)! يبالغ الكفراوي في المحبة والعناية بالأصدقاء، ورعاية أصحاب المواهب من الكتّاب الشباب، حريص على متابعتهم ودعمهم،لا يتأخر أبدا عن إنسانيته، متحملا مسؤولية كل ألم أو مرض يصاب به أحد الكتّاب، فيبادر بالاتصال بالمسؤولين والبحث عن سبل العلاج، وتوفير حق الكاتب في العلاج.. وفي إخلاصه على امتداد تجربته الإبداعية للقصة القصيرة، تجسيدا لتلك الطيبة والملامح الإنسانية في شخصيته.. فقد اعتبر دائما القصة القصيرة هي الفن المعبر عن «المغمورين من الفلاحين والموظفين ومكسوري القلب.. الذين يعيشون في وحشة على حافة الوجود الإنساني».قدم سعيد الكفراوى 14 مجموعة قصصية، ورواية وحيدة «مرقص الصياد» كانت وصيته الأخيرة، أن تنشر بعد وفاته (وبالفعل نشرت هذا الأسبوع في جريدة أخبار الأدب).. حكايات كثيرة أبدع الكفراوي في كتابتها.. وحكايات أكثر أبدع في روايتها شفاهيا بتلقائية وخيال حكواتي مبدع.. لا يهم كثيرا دقة الحكاية، المهم دائما هو جمالها، وقدرتها على إحداث الدهشة والمتعة وجذب كل القلوب حوله.