18 خطوة يمكنك القيام بها للمساهمة في الحد من آثار تغير المناخ

مع استعداد العالم للخروج من الأزمة الصحية التي سببتها جائحة كورونا، يحذر العلماء ونشطاء البيئة من أزمة أكثر خطورة تفرضها التغيرات المناخية وتحتاج إلى اهتمام عالمي وإجراءات عاجلة.

في تقرير نشرته صحيفة "ذا تايمز" (The Times) البريطانية، تقول الكاتبة المتخصصة في القضايا البيئية لوسي سيغل إن استطلاعا أُجري بداية العام الجاري في 50 دولة حول المواقف من العمل المناخي، أظهر أن أغلبية ساحقة من الخبراء تطالب باتخاذ إجراءات عاجلة واعتبار ما يشهده الكوكب حاليا حالة طوارئ.

لا بد أن نبدأ على الفور

وقد شهد العالم العام الماضي كوارث بيئية كبرى، أبرزها حرائق الغابات وذوبان الصفائح الجليدية ووصول درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، بينما تسعى دول العالم إلى حصر الاحترار العالمي بأقل من درجتين مئويتين، أو 1.5 درجة مئوية على الأقل، وفقا لتوصيات قمة باريس للمناخ.

وتستضيف المملكة المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل قمة "كوب 26" (COP26) العالمية للمناخ في غلاسكو، لكن التقرير الصادر هذا الأسبوع من اللجنة الدولية التابعة للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ كان بمثابة جرس إنذار جديد للبشرية.

وخلص التقرير إلى أن النشاط البشري يؤدي "بشكل لا لبس فيه" إلى رفع درجة حرارة الغلاف الجوي والمحيطات والأرض، مضيفا أنه من المتوقع أن يبقى الاحترار العالمي عند حد 1.5 درجة مئوية الذي حددته اتفاقية باريس خلال العقدين المقبلين، قبل أن يتم تجاوزه بين عامي 2041 و2060 حتى لو خفّض العالم انبعاثات الكربون.

لكن في خضم هذه التحذيرات، تقول الكاتبة إن هناك بعض الأخبار الجيدة، حيث إن هناك إجماعا علميا على أنه في حال خفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى مستوى الصفر، فإن الاحترار سيتوقف ويستقر المناخ في غضون عقد أو عقدين.

لكن هذه الجهود لا بد أن تبدأ على الفور ودون أي تأخير -حسب الكاتبة- للوصول إلى عالم خال من الانبعاثات وإنقاذ الكوكب. وهذه بعض الخطوات التي يمكن القيام بها على صعيد شخصي للمساهمة في حماية الأرض والحد من آثار تغير المناخ.

1. مراقبة الاستهلاك الشخصي للكربون

توصي الكاتبة باستخدام حاسبة البصمة الكربونية التي اقترحها الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) وإدخال التفاصيل الخاصة بك لمعرفة حجم بصمتك الكربونية الشخصية، أي إجمالي الغازات الدفيئة الناجمة عن الانبعاثات التي تحتاجها في حياتك اليومية.

ويبلغ متوسط البصمة الكربونية للفرد في المملكة المتحدة 12.7 طنا من ثاني أكسيد الكربون سنويا. ورغم عمليات الإغلاق التي فرضتها أزمة "كوفيد-19″، فما زال الهدف الذي وضعته قمة باريس، أي تخفيض الانبعاثات بنسبة 80%، بعيد المنال وفقا للكاتبة.

وتنصح الكاتبة باستخدام تطبيق لتتبع الاستهلاك الشخصي للكربون، مثل تطبيق "بابرنت" (Pawprint) الذي تم إطلاقه مؤخرا، والذي يسمح بمراقبة استهلاك الكربون تماما مثل تطبيق مراقبة اللياقة البدنية.

ومن وسائل تخفيض استهلاك الكربون، السفر بالقطار بدل السيارة، وقضاء الإجازة في مكان قريب بدلا من الذهاب إلى أماكن بعيدة، والاستمرار في العمل عن بعد بدل التنقل المستمر إلى المكاتب.

2. إصلاح الأجهزة

يعدّ إطالة العمر الافتراضي للأجهزة المنزلية أحد أكثر الأشياء فعالية لتعويض الانبعاثات الناجمة عن تصنيعها.

إذا لم تستطع حلّ الأمور من خلال خبرتك الشخصية، اذهب إلى المحلات المتخصصة مثل مقاهي الإصلاح "ريبير كافيه" (Repaircafe.org) وحاول إصلاح الجهاز المعطّل بدلا من شراء جهاز جديد.

3. التحكم في جهاز التدفئة

تشكل انبعاثات أجهزة التدفئة المنزلية ما يقرب من 10% من البصمة الكربونية الشخصية في المملكة المتحدة، ويساعد خفض منظم الحرارة بمقدار درجة واحدة على توفير 300 كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون سنويا.

18 خطوة يمكنك القيام بها للمساهمة في الحد من آثار تغير المناخ

خلال الأشهر الساخنة، ضع الجهاز على الإعدادات الصيفية (تحويل التدفئة إلى درجة منخفضة جدا أو إيقاف التشغيل)، وخلال الشتاء احرص على ارتداء المزيد من الملابس في المنزل حتى تستطيع التحكم في درجة حرارة الجهاز.

4. الحد من استخدام البلاستيك

يُصنع البلاستيك من النفط ويُطلق الوقود الأحفوري عند الاحتراق، ويتم إعادة تدوير أقل من 9% من البلاستيك الذي يتم استهلاكه عالميا.

وأفضل طريقة للحد من أخطار البلاستيك هي التقليل من استخدامه، وهذا يعني الاستغناء عنه قدر الإمكان في التسوق وإعطاء الأولوية للعبوات غير البلاستيكية، بما في ذلك المصنوعة من الكرتون والزجاج، وهي مواد قابلة لإعادة التدوير بسهولة.

5. استخدام العبوات القابلة لإعادة التعبئة

توصي الكاتبة باستخدام العبوات القابلة لإعادة التعبئة، مثل الأكواب وزجاجات المياه القابلة لإعادة الملء. كما يفضل في خضم الأزمة الصحية استخدام الأقنعة القابلة للغسل وإعادة الاستخدام والمتوافقة مع المعايير العالمية للأقنعة الصحية.

6. استخدام مرشحات غسيل الملابس

على مدار العقد الماضي، أصبحت أغلب الملابس مصنوعة من الألياف الاصطناعية، وعندما يتم غسلها في آلة الغسيل، فإنها تفرز جزيئات بلاستيكية مجهرية. ويقدر العلماء أن أكثر من 6 ملايين جزيء من الألياف الدقيقة يتسرب من غسل 6 كيلوغرامات من الملابس.

ووجدت دراسة حديثة نُشرت في دورية "نيتشر" (Nature) أن الألياف الدقيقة التي يُشتبه في أنها ناجمة عن غسيل الملابس تؤثر على القطب الشمالي. ويعكف المتخصصون حاليا على تطوير مرشحات تمتص تلك الجزيئات وتحدّ من تأثيراتها الخطيرة على الصحة والبيئة.

7. تغيير شبكة الكهرباء

بدأ العالم ينتقل بشكل متسارع نحو الاعتماد على الطاقات المتجددة للتزود بالطاقة الكهربائية، ويمكن أن تدعم هذه الجهود من خلال الانتقال إلى شبكة صديقة للبيئة والمساهمة في خفض الانبعاثات الكربونية.

8. استخدام ورق حمام صديق للبيئة

أكدت دراسة أجرتها منظمة "إثيكال كونسيومر"(Ethical Consumer) أن العلامات التجارية الكبرى المصنعة لورق الحمام تسير في الاتجاه الخاطئ بتركيزها على استخدام مواد أولية من غابات مهددة بالاندثار، والاعتماد بشكل أقل على لب الخشب المعاد تدويره.

ومن أجل المساعدة في حماية الغابات، احرص على استخدام ورق الحمام المصنوع من مواد صديقة للبيئة.

9. تناول المزيد من النباتات

ترى الكاتبة أن النظام الغذائي هو المحرك الرئيسي لتغير المناخ واستنزاف المياه والأرض، وأنه لا يمكن تصحيح الأمور إذا استمر الوضع على الوتيرة الحالية.

ويؤكد عديد الخبراء أنه من الصعب للغاية إزالة الانبعاثات الناجمة عن إنتاج اللحوم لعدة أسباب، من بينها أن قطعان الأغنام والماشية تنتج الميثان، وهو أحد أقوى الغازات الدفيئة.وحسب الكاتبة، فإن التحوّل إلى نظام غذائي نباتي سيؤدي إلى انخفاض إجمالي انبعاثات الكربون.

10. استخدام السيارة الكهربائية

يُقدر خبير البصمة الكربونية مايك بيرنرز لي أنه مقابل كل ألف جنيه إسترليني تنفقها على شراء سيارة جديدة، تتسبب عملية الإنتاج في انبعاث 636 كيلوغراما من ثاني أكسيد الكربون.

وتقترح الكاتبة التحوّل نحو السيارات الكهربائية قدر الإمكان، من خلال الشراء أو التأجير، للحد من الأضرار البيئية التي تسببها السيارات التقليدية.

11. تقليل طلب الطعام من الخارج

وفقا لتقرير صادم نشره خبير المناخ والاستهلاك بجامعة ليدز جون باريت العام الماضي، تنتج نصف انبعاثات الكربون في المملكة المتحدة عن خدمات تلبية الحاجيات الاستهلاكية.

وترى الكاتبة أن الوقت قد حان لتقليل عمليات طلب الطعام عبر الإنترنت واستهلاك الطعام الموجود في المنزل لفترة أطول قبل شراء المزيد منه.

12. الاقتصاد في استهلاك الماء

تعدّ شركات المياه من أكبر مستهلكي الطاقة من خلال عمليات معالجة المياه وضخها إلى المنازل. ويساعد التحكم في استهلاك الماء، بما في ذلك الاستفادة من مياه الأمطار، على الحد من الاستهلاك الشخصي للكربون.

13. توسيع نطاق جهودك البيئية

تقول الكاتبة إنه من الواضح أن أزمة المناخ أزمة عالمية تحتاج إلى تضافر الجهود في مختلف أنحاء العالم، وكل شخص يمكنه المساهمة في هذا الجهد من خلال الانضمام إلى نشطاء البيئة في مناطق مختلفة.

14. استغلال الحدائق

يملك ملايين الأشخاص عبر العالم حدائق ومساحات خضراء يمكن استغلالها بشكل مناسب لتعزيز جهود حماية المناخ، عبر زراعة الخضروات مثل الطماطم والفلفل والباذنجان.

15. دعم المحاصيل المتجددة

يساعد الاستثمار في دعم المحاصيل المتجددة المزروعة بطريقة مفيدة للتربة على التكيف مع التحديات المناخية المستقبلية.

16. الاستثمار في الطاقات المتجددة

يساعد تحويل الأموال نحو تمويل مصادر الطاقة المتجددة في إحداث تغييرات ملموسة. وقد تعهدت أكثر من 1300 شركة تصل قيمة أصولها إلى 14 تريليون دولار بالتخلي عن الوقود الأحفوري بنهاية عام 2021. وقد يكون هذا الاستثمار عبر تغيير منظومة التقاعد، والاتجاه نحو صناديق التقاعد التي لا تدعم الوقود الأحفوري.

17. تغيير طعام حيواناتك الأليفة

من المحتمل أن يتسبب الكلب أو القطة في منزلك في زيادة الانبعاثات الكربونية من خلال نوعية الطعام الذي تقدمه له. وتعدّ تغذية الكلاب ببروتين الحشرات خيارا جيدا فهي تتسبب في انبعاث غازات الاحتباس الحراري بنسبة تقل بـ96% مقارنة بلحوم البقر.

18. محو الأمية البيئية

إذا كنت تريد حقا أن تتعمق بشكل أكبر في قضايا البيئة ومخاطر الانبعاثات الكربونية، قم بالتسجيل في دورة تدريبية قصيرة من "مشروع محو الأمية الكربونية" (The Carbon Literacy Project)، ففي نهاية هذه الدورة التدريبية القصيرة ستتلقى شهادة تمكّنك من المشاركة في قمة "كوب 26" في غلاسكو.