كيف يتم تحديد سعر السهم في البورصة؟
يعتبر تداول الأسهم والسندات بالبيع أو الشراء، أحد أدوات التمويل في أسواق رأس المال حول العالم. إذ إن الاكتتاب في أسعار الأسهم والسندات يوفر السيولة المالية اللازمة للشركة أو المؤسسة في فترة زمنية معينة.
ولطرح الأسهم التي تعتبر في الأساس جزءاً من رأس مال أي شركة، لابد من إجراء تقييم موضوعي على أسس علمية معينة، لقيمة تلك الأسهم وأسعارها. خاصة أنه توجد عدة طرق لقياس قيم الأسهم المختلفة، أولها القيمة الدفترية، ثم الحقيقية، بالإضافة إلى قيمة السهم في السوق، أو ما يعرف بـ«القيمة السوقية للسهم».
كيفية الاستثمار في سوق الأسهم السعودية.. أخطاء يجب تجنبهااحمد محمد28 يناير 2022تداول السوق المالي: أسعار الأسهم السعودية اليوم الأربعاء 19-1-2022محمود هاني19 يناير 2022ويمكن القول إن أسعار الأسهم تعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل الاقتصادية والمحاسبية والسياسية، لكن في النهاية يتحدد السعر في أي لحظة بسبب ظروف الطلب والعرض خلال فترة زمنية معينة.
وسينظر المستثمرون على المدى القصير في اتجاهات التضخم والعوامل الاقتصادية لاتخاذ قرارات التداول الخاصة بهم، بينما سيركزون في المدى الطويل على أداء الشركة وفرضية تحقيق الأرباح على المدى الطويل.
اقرأ أيضاً.. اللون الأخضر يسيطر على أداء 3 أسواق خليجية
كيف نعرف قيمة الأسهم قبل التداول في البورصة؟
أول عوامل لتحديد سعر السهم، هو نسبة السعر إلى القيمة الدفترية للسهم، ويعني ذلك قيمة الشركة في حال تم بيعها اليوم. فالقيمة الدفترية للسهم تتضمن حصر أصول الشركة من معدات ومبانٍ وأرض تملكها بالإضافة إلى مختلف الأصول الأخرى كالسندات وغيرها أو حتى الأصول المتداولة كالاسم التجاري.ومن وجهة نظر محاسبية كلما كانت نسبة السعر إلى القيمة الدفترية أقل، كان ذلك أفضل لحماية الاستثمار في الشركة، في حال كانت النسبة دقيقة، يدفع ذلك الكثير من المستثمرين إلى دراسة أصول الشركة قبل شراء الأسهم فيها.
بالإضافة إلى القيمة الدفترية، يمكن قياس قيمة الأسهم من خلال معرفة نسبة الأسعار إلى الأرباح. إذ يمكن القول إن هذه النسبة تعبر عن المدة التي يحتاج إليها الاستثمار في أي أسهم تابعة للشركة لإعادة تدوير رأس المال من جديد.
وتحدد نسبة السعر إلى الأرباح إمكانية أن تحافظ الأسهم على سعرها بعد الارتفاع. إذ إن عدم وجود أرباح تدعم ارتفاع سعر الأسهم يعني أن سعرها سيعود للهبوط بعد فترة.
اقرأ أيضاً.. «النقد الدولي»: تشديد السياسة النقدية يقود الأسواق المالية للهبوط
ما الذي يحدد أسعار الأسهم؟
من ناحية أخرى تتقلب أسعار أسهم الشركات باستمرار وتتأثر بأداء الشركة وربحيتها، فضلاً عن أداء السوق بشكل عام، بالإضافة إلى المشاعر العامة تجاه الشركة، والتي تؤثر بشكل كبير على نظرة المستثمرين للسهم في المستقبل.ظروف العرض والطلب
العامل الرئيسي الذي يحدد سعر السهم هو العرض والطلب. ويشير العرض إلى توفر حصة معينة من السهم في سوق الأوراق المالية، بينما يشير الطلب إلى الرغبة في فعل عمل ما بالبيع أو الشراء تجاه الكمية المعروضة من السهم. كذلك يؤدي انخفاض العرض وارتفاع الطلب إلى رفع سعر السهم، بينما يؤدي ارتفاع العرض وانخفاض الطلب إلى خفض السعر.وهكذا عندما تظهر الأخبار والتقارير المالية للشركة أداءً جيداً لشركة ما أو تتوقع نمواً في قطاع عملها، ينمو الطلب على أسهمها ويرتفع سعر السهم نتيجة لذلك.
من ناحية أخرى، تؤدي الأخبار والتوقعات السلبية إلى انخفاض الطلب؛ وسيكون لدى المستثمرين احتمال أقل لشراء الأسهم وأكثر احتمالاً لبيعها، ما سيؤدي بدوره إلى زيادة المعروض من الحصة في السوق وبالتالي انخفاض السعر.
يتأثر العرض والطلب على الحصة بعدد من العوامل.
اقرأ أيضاً.. دبي.. حتى تزدهر البورصة!
أداء الشركات والثقة في جهات التمويل
يتعين على الشركات المتداولة علناً في سوق الأسهم أن تنشر تقارير تتضمن أرباحها والتدفقات النقدية الحالية وتوقعات الأداء، خلال فترة زمنية معينة.وتؤثر تلك التقارير الخاصة بالشركة، في العرض والطلب لأسهم الشركة. إذ إن الأداء الجيد سيزيد الطلب على أسهمها وسيؤدي الأداء السيئ إلى تراجعها، وانخفاض الأسعار.
كما يمكن أن تؤثر إعلانات توزيعات الأرباح أيضاً على سعر السهم. إذا كانت توزيعات الأرباح أعلى من المتوقع، فإن أسعار الأسهم تميل إلى الزيادة.
الإدارة الداخلية والعلاقات الخارجية في السوق
تلعب الإدارة والعلاقات الداخلية للشركة أو المؤسسة دوراً في موقف المستثمر تجاه سهم الشركة، والذي بدوره سيؤثر على سعر السهم. إذا كانت القيادة قادرة ومستقرة، أو لا. ومن المعروف أن الشركة لديها سياسة مسؤولية اجتماعية قوية، فإنها تعتبر بشكل عام شركة من المرجح أن تستمر في النجاح مستقبلاً.الحالة العامة للاقتصاد في فترة زمنية معينة
تميل أسعار الأسهم إلى الارتفاع خلال فترات الازدهار الاقتصادي وتميل إلى الانخفاض أثناء فترات الركود. كما تؤثر أسعار الفائدة كذلك على أسعار الأسهم.إذ إنه في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة، سيبحث المستثمرون بشكل عام عن عوائد أفضل في الأصول عالية المخاطر. كذلك يؤدي هذا إلى زيادة التدفقات الداخلة إلى أسواق الأسهم.
وعلى العكس عندما تكون أسعار الفائدة أعلى، سيأخذ المستثمرون أسعاراً أعلى معروضة بسبب انخفاض المخاطر التي ينطوي عليها الاستثمار. كما يؤدي هذا إلى انخفاض الطلب على الأسهم.
بالإضافة إلى ذلك، يؤثر التضخم على القدرة الشرائية للشركة، وكذلك على قدرة متعامليها وبالتالي قد تتسبب معدلات التضخم في تحرك أسعار الأسهم وفقاً لذلك.
اقرأ أيضاً.. كيف تحسب الشركات الأصول السائلة؟
العوامل والظروف السياسية والقانونية
العوامل السياسية لها أيضاً دور في تحديد أسعار الأسهم نظراً لأن البيئة التي تعمل فيها الشركات تتأثر بعوامل بيئية مختلفة. كذلك للسياسة تأثير مباشر على العلاقات الدولية والسياسات النقدية والمالية والاقتصادية وسن القوانين مثل الضرائب بأنواعها، والعديد من جوانب الاقتصاد الأخرى.وتؤثر كل هذه العوامل السياسية على قدرة الشركة على القيام بأعمالها وأنشطتها التجارية وسعر منتجاتها، والتسويق والتوزيع، وكل هذه العوامل لها تأثير قوي على أداء الشركة ومن ثم لها تأثير على أسعار أسهمها.
معنويات السوق والمتعاملين
عدد كبير من المحللين والمتخصصين يضيفون معنويات السوق أو ما يعرف بعلم النفس الجماعي للمستثمرين، إلى عوامل تحدد سعر السهم في البورصة.إذ تعتمد معنويات السوق على عدد من العوامل، أهمها الأخبار المتداولة عن الشركة، أو سمعة تلك الشركة والشائعات المتداولة حول سهم تلك الشركة في السوق. كذلك قد يرتفع سعر السهم أو ينخفض بحسب الحالة النفسية للمتعاملين والمستثمرين.