شركات التكنولوجيا الكبرى عالقة في حرب معلومات بين الغرب وروسيا

الحكومات الغربية تطالب "يوتيوب" و"فيسبوك" بإزالة محتوى قناة "آر تي" من منصاتها بسبب اتهامات بنشرها معلومات مضللة لمصلحة الكرملين. "رويترز"

هانا ميرفي من سان فرانسيسكو، وخافيير إسبينوزا من بروكسل، وماكس سيدون من موسكوالحكومات الغربية تطالب شركات التواصل الاجتماعي بإزالة وسائل الإعلام المدعومة من روسيا من منصاتها، حيث تنجرف شركات التكنولوجيا الكبرى في حرب المعلومات التي اندلعت في أعقاب قرار فلاديمير بوتين التدخل في أوكرانيا."فيسبوك" التي تملكها "ميتا"، و"يوتيوب" التي تملكها "جوجل" من بين المنصات التي تواجه مطالبات من الاتحاد الأوروبي لإزالة المحتوى من "روسيا اليوم (آر تي)" و"سبوتنيك" وغيرها من القنوات الروسية التي يدعمها الكرملين في محاولة لخنق الحملات الدعائية المؤيدة لروسيا.محاولات الشركات نفسها لإزالة المعلومات المضللة واستخدام عمليات التأكد من الحقائق قوبلت باتهامات الرقابة من روسيا، التي بدأت في تقييد الوصول إلى "فيسبوك" في البلاد وتوجيه تهديدات بفعل الأمر نفسه مع "يوتيوب".المزاعم والادعاءات المضادة بشأن الحرب في أوكرانيا وضعت شركات وادي السيليكون في خضم معركة جيوسياسية على النفوذ، نظرا لموقعها كحراس بوابات للمعلومات التي يراها مليارات المستهلكين.قالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، الأحد إنها تخطط "لحظر وسائل الكرملين الإعلامية في الاتحاد الأوروبي"، رغم أنه ليس واضحا كيف سيتم تطبيق هذه السياسة بالضبط. قالت: "نحن نطور أدوات لحظر المعلومات المضللة السامة والضارة في أوروبا".وقع رؤساء وزراء إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا على رسالة مشتركة موجهة إلى رؤساء "ميتا" و"جوجل" و"يوتيوب" و"تويتر"، تطالب بقمع وسائل الإعلام الحكومية الروسية على منصاتها.حظرت كل من "يوتيوب" و"فيسبوك" في أوكرانيا إمكانية الوصول إلى "آر تي" وغيرها من وسائل الإعلام الأخرى المدعومة من روسيا، بناء على طلب من الحكومة الأوكرانية.أوقفت المنصتان أيضا قدرة القنوات الإعلامية للحكومة الروسية على عرض إعلانات عبر منصتيها أو جني الأموال من الإعلانات التي يتم عرضها إلى جانب المحتوى الذي تنشئه بأنفسها.قال ناثانيال جليشر، رئيس السياسة الأمنية في "فيسبوك"، للصحافيين مساء الأحد إن الشركة تلقت الآن طلبات مماثلة لحظر وسائل الإعلام الحكومية الروسية من "عدد من الحكومات المختلفة في هذه المرحلة"، وتدرس خطواتها التالية. ورفض التعليق على ما إذا كانت الشركة ستدرس فرض حظر شامل على مستوى العالم.تيري بريتون، المفوض الأوروبي، حث سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، و سوزان وجسيكي، الرئيسة التنفيذية لمنصة "يوتيوب"، على النظر في الحظر، وتحديث شروط الخدمة الخاصة بهم لضمان عدم ظهور "حملة الدعاية للحرب" على أنها محتوى "موصى به" للمستخدمين، وفقا لما ذكره شخص مطلع على الطلب. قال بيتشاي إن الخيار الأخير قد يكون "خيارا جيدا"، كما أضاف الشخص.يتعين على الشركتين إعداد تقارير عن الخطوات التي اتخذتها للتعامل مع الدعايات المضللة وتقديمها إلى اللجنة بحلول مساء الإثنين.كافحت منصات وسائل التواصل الاجتماعي في وادي السيليكون، التي صورت نفسها على أنها محايدة سياسيا لكنها ملتزمة بحرية التعبير الديمقراطي، منذ فترة طويلة لمنع التلاعب بمنصاتها من أجل حرب المعلومات. يشمل ذلك النشاط السري لجيش الحكومة الروسية الإلكتروني (عدد متزايد من الأشخاص الذين توظفهم الحكومة لتلميع صورتها) والروبوتات التي تديرها الحكومة الروسية، وهي واحدة من أكثر الجهات الفاعلة نشاطا في الفضاء السيبراني.أعلنت "فيسبوك عن إلغاء حملة تضليل صغيرة في وقت متأخر الأحد استخدمت شخصيات وهمية لنشر رسائل مناهضة لأوكرانيا وربطت بعملية تضليل إعلامي روسية سابقة.من شأن الإزالة المحتملة لوسائل الإعلام الحكومية أن تشكل جبهة جديدة لمنصات التواصل الاجتماعي، التي تميل إلى التركيز أكثر على إزالة العمليات السرية، بدلا من أي جهاز دعاية محلي.كما يحمل أيضا خطر طرد روسيا لوسائل الإعلام الأوروبية من أوكرانيا بعد أن أغلقت مكتب قناة دويتشه فيله في موسكو في وقت سابق من هذا الشهر ردا على رفض ألمانيا السماح لبث قناة آر تي."آر تي" متاحة لأكثر من 120 مليون مشاهد أوروبي، وفقا لموقعها عبر الإنترنت، ولديها 6.3 مليون و4.6 مليون متابع لحساباتها على منصتي "فيسبوك" و"يوتيوب" تباعا. قناتها على يوتيوب باللغة الإسبانية، التي تضم نحو ستة ملايين مشترك، هي واحدة من أكثر قنوات يوتيوب الإسبانية مشاهدة، وفقا لباحثين من شركة أوميلاس لتحليل البيانات.قالت مارجريتا سيمونيان، رئيسة تحرير "آر تي"، في منشور عبر تطبيق تيليجرام إن الخطوة لحظر "آر تي" "لا علاقة لها بهدف وقف العملية العسكرية في أوكرانيا".أضافت: "أم يعتقدون أن بوتين سيغير رأيه بشأن إنقاذ الشعب الأوكراني الذي يتحدث الروسية، أو وقف انتشار الناتو دون بث قناة آر تي باللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو الإسبانية؟"قالت فيرا جوروفا، نائبة رئيس المفوضية الأوروبية، إن الإجراءات التي تتخذها المنصات حتى الآن "ليست كافية"، ويجب أن تتضمن عمليات حظر إضافة إلى ضمان أن تعزز خوارزمياتها محتوى أكثر جدارة بالثقة بدلا من المحتوى الاستفزازي.في الولايات المتحدة، كتب مارك وارنر، رئيس لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ، الجمعة رسالتين إلى "فيسبوك" و"جوجل"، وأيضا إلى "تويتر" و"تيك توك" و"تيليجرام" يدعوها إلى "اتخاذ موقف مشدد تجاه استغلال" منصاتها الأساسية لعمليات إعلامية.قال أليكس ستاموس، مدير مرصد ستانفورد للإنترنت ومسؤول الأمن السابق في فيسبوك، في حسابه على "تويتر": "من المناسب للشركات الأمريكية إلى أحد الأطراف في النزاعات الجيوسياسية، ينبغي أن يكون هذا قرارا سهلا".يحذر خبراء المعلومات المضللة أيضا من أنه إذا شددت المنصات الخناق، فقد يؤدي ذلك أيضا إلى تغذية الأخبار المصممة لزيادة النزاع.قال بن دوبو، مؤسس "أوميلاس: ""شركات التكنولوجيا التي تتخذ خطوات لوقف الترويج لقناتي "آر تي" أو "سبوتنيك" تستحق الثناء كجزء من استراتيجيتها الأكبر لوقف الترويج للمحتوى التآمري. لكن التدخل الحكومي يمنح روسيا نقطة للمناقشة بأن الغرب لم يعد منفتحا على وجهات النظر المعارضة مقارنة بما هو عليه الآن، في حين يعطي الضوء الأخضر لمتابعة قناة "بي بي سي" ووسائل الإعلام الأخرى، بما في ذلك القنوات المعارضة المحلية.إلى جانب الحكومات الاستبدادية الأخرى، استخدمت روسيا التهديد بفرض عقوبات على نحو متزايد مثل الغرامات وإبطاء الوصول إلى المنصات أو إغلاقها من أجل حملها على إعادة المحتوى أو تقييده.قال جليشر من "فيسبوك" إن روسيا أصدرت طلبات للحظر الجغرافي أو إخفاء منشورات معينة، لكن الشركة رفضت الطلب. ورفضت التعليق على تأثير خنق روسيا لخدمتها في البلاد. إنشرها

أضف تعليق

شركات التكنولوجيا الكبرى عالقة في حرب معلومات بين الغرب وروسيا