إلى جانب بيغاسوس "إن إس أو".. شركة إسرائيلية ثانية اخترقت هواتف آيفون

نقلت وكالة رويترز عن 5 مصادر وصفتها بالمطلعة أن شركة إسرائيلية ثانية استغلت ثغرة في برمجيات شركة أبل في الوقت ذاته الذي استطاعت فيه مجموعة "إن إس أو" (NSO) الإسرائيلية للاستخبارات الإلكترونية اختراق هواتف آيفون عام 2021.

وقالت المصادر إن "كوا دريم" وهي شركة أصغر حجما وأقل شهرة تعمل في مجال تطوير أدوات اختراق الهواتف الذكية المخصصة لعملاء من الحكومات.

واكتسبت الشركتان المتنافستان العام الماضي القدرة على اختراق هواتف آيفون عن بُعد وفقا لما قالته المصادر الخمسة، وهو ما يعني أن بإمكان الشركتين تعريض هواتف أبل للخطر دون أن يفتح أصحابها روابط خبيثة.

عام 2021 وجدت "إن إس أو" نفسها في صلب فضيحة تجسّس عالمية بعد تحقيق نشرته 17 وسيلة إعلاميّة دوليّة اعتباراً من 18 يوليو/تموز، كشف أنّ برنامج "بيغاسوس" الذي تصنعه الشركة تم استخدامه في التجسّس على ما لا يقلّ عن 180 صحفياً و600 شخصيّة سياسيّة و85 ناشطاً حقوقياً و65 صاحب شركة بدول عدّة.

وقال خبير بهذا الخصوص إن استخدام شركتين لأسلوب واحد متطور يعرف باسم "زيرو كليك" يثبت أن الهواتف أكثر ضعفا أمام أدوات التجسس الرقمي الفعالة مما تعترف به صناعة الهواتف.

وقال ديف آيتل الشريك في شركة "كورديسيبس سيستمز" المتخصصة في الأمن السيبراني "الناس يريدون الاعتقاد بأنهم آمنون وشركات الهواتف تريد منك الاعتقاد بأنها مأمونة. وما أدركناه أنها ليست كذلك".

إلى جانب بيغاسوس

ويعتقد خبراء -يعكفون على تحليل اختراقات "إن إس أو" و"كوا دريم" منذ العام الماضي- أن الشركتين استخدمتا أساليب برمجية متشابهة جدا تعرف باسم "فورسد إنتري" في اختراق هواتف آيفون.

استغلال ثغرات

وبحسب رويترز، قالت 3 من المصادر إن المحللين أبدوا اعتقادهم أن أساليب الشركتين في الاختراق متشابهة لأنهما استغلتا ثغرات واحدة بمنصة التراسل الفوري الخاصة بشركة أبل، واستخدمتا أسلوبا متشابها في زرع برمجيات خبيثة بالأجهزة المستهدفة.

وأكدت الوكالة أنها بذلت محاولات متكررة للوصول إلى "كوا دريم" للتعليق، وبعثت برسائل إلى مديريها التنفيذيين، وإلى شركاء لها في أعمالها.

الأسبوع الماضي، زار مراسل رويترز مكتب الشركة، بضاحية رامات جان في تل أبيب، ولم يرد أحد على جرس الباب. ولم يرد محامي الشركة على رسائل موجهة له أيضا.

وامتنع متحدث باسم أبل عن التعليق على قضية "كوا دريم" أو قول ما إذا كانت أبل تنوي اتخاذ أي خطوات في ما يتعلق بالشركة الإسرائيلية.

وقال مصدران مطلعان إن التشابه بين أسلوبي الشركتين، في الاختراق، كان شديدا حتى أن برمجيات التجسس الخاصة بهما أصبحت عديمة الفائدة عندما أصلحت أبل الثغرات في سبتمبر/أيلول 2021.

وقالت متحدثة باسم "إن إس أو" إن شركتها "لم تتعاون" مع "كوا دريم" لكن "صناعة الاستخبارات السيبرانية تواصل نموها السريع عالميا".

وقد رفعت أبل دعوى على مجموعة "إن إس أو" في نوفمبر/تشرين الثاني، واتهمتها بمخالفة شروط الاستخدام واتفاق الخدمات في ما يخص هواتفها. ولا تزال القضية في مراحلها الأولى.