«من غير فلتر».. مباراة بين دهاء مذيعة وذكاء النجوم

يُعرض كل جمعة على شاشة «atv» من إعداد القلاف وإخراج عز

الأحد2021/12/19المصدر : الأنباءعدد المشاهدات 5227A+A- استمع

رؤية: ياسر العيلةالبرنامج الناجح من وجهة نظري هو الذي يصنع حالة خاصة ومختلفة في هدوء بعيدا عن الصخب والبروباغندا الإعلامية، ومن ذلك برنامج «من غير فلتر» الذي يعرض مساء الجمعة من كل أسبوع عبر شاشة «atv»، وهو من البرامج التي تهتم بالمحتوى الذي تقدمه، بالإضافة الى الضيوف المميزين، محاولا ان يكسب ثقة المشاهد، والذي لا يقف إلا أمام البرامج المميزة.بعد ان شاهدت الحلقة الأولى من البرنامج وكان ضيفها النجم خالد أمين والذي حاول بقدر الإمكان ان تكون إجاباته طبيعية وحقيقية دون اللجوء الى «فلتر» لتحسينها، أيقنت ان هناك جهدا يبذل من فريق عمل البرنامج ودراسة للضيف بشكل جيد جدا، وبالفعل الحلقة وعقب عرضها كانت حديث الناس و«السوشيال ميديا» بسبب تصريحات خالد وأسلوب مقدمة البرنامج علياء جوهر والذي تميز بالذكاء والدهاء، خاصة سؤال تقييمه لنفسه، وتأخر زواجه إلى الآن، والسؤال الخاص بالمفاضلة بين نجمتين كبيرتين هما حياة الفهد وسعاد عبدالله وأيهما يفضل العمل معها، ولكن خالد أمين خرج من هذا المأزق بشكل آمن.هذه الحلقة شجعتني على متابعة البرنامج، فكانت الحلقة الثانية مع النجم الكبير داود حسين لكن لم تكن على مستوى إثارة حلقة خالد أمين، ربما لأن شخصية بوحسين صعب استثارتها، فكان الحوار عاديا، وتصريحات الضيف معلومة للجميع ولم تأت بجديد، وكانت المذيعة مسالمة جدا عكس الحلقة الاولى بالرغم من وجود تصريحات أدلى بها بوحسين كان يجب على المذيعة ألا تتركها تمر مرور الكرام، على سبيل المثال اجابته عن الصديق الذي انصدم فيه، وأعتقد ان فقرة «الأرشيف» كانت افضل ما في الحلقة. وكان الموعد مع حلقة النجم المحبوب عبدالله بهمن، والذي يكسر الحواجز بينه وبين الجمهور كالعادة، وللحقيقة علياء وضيفها أبهراني بحوارهما الذي كان بأسلوب «السهل الممتنع»، فالاثنان تميزا بالثقافة المتنوعة وفصاحة اللسان وسلامة المخارج ووضوح الصوت، بالإضافة الى القبول والكاريزما.ويبدو ان علياء تجد أريحية وحرية اكثر في محاورة النجوم الشباب وجيل الوسط اكثر من النجوم الكبار، ولمست ان الإعداد متعوب عليه في هذه الحلقة من قبل معدة البرنامج الكاتبة المتميزة مريم القلاف، ولكن هذا لا يمنع أن أقول انني توقعت تصريحات اكثر اثارة من بهمن مما شاهدته لمعرفتي الجيدة به، فهل الإعداد لم يدرس بهمن جيدا؟ بالرغم من وجود محاور كثيرة جدا له كانت بحاجة للتطرق اليها، وأنا على يقين أنه كان سيتحدث عنها «من غير فلتر»، أم ان تصريحاته تم اختصارها لجرأتها؟ والله أعلم.بشكل عام برنامج «من غير فلتر» يضفي أوقاتا مميزة وممتعة، يخرج المتلقي من البرامج النمطية التي اعتادها، وتحل المذيعة علياء جوهر وضيوفها ضيوفا في بيوتنا مرة أسبوعيا، فعلياء وفي فترة وجيزة خلقت لها خطا مختلفا ومكانة خاصة بين مقدمات البرامج التلفزيونية، وجعلتنا نتفاعل معها وكأننا نعرفها منذ سنوات، وهي التي حجزت مقعدها بسرعة وسط مجموعة متميزة من المذيعين في قناة «atv» رغم قصر فترتها.وبالرغم من ان الزمن اختلف، ونسبة الاشتياق للنجوم تضاءلت بعد اختراق «السوشيال ميديا» لحياة الفنانين وتحويلهم إلى أشخاص عاديين يعرف الجمهور كافة تحركاتهم من مواقع التواصل، فلا يمتلكون أي جديد ليقدموه في مقابلة تلفزيونية، فإن برنامج «من غير فلتر» جعلنا نشاهد في بعض حلقاته أشياء جديدة في حياة النجوم، وهنا نشير الى انه يجب على المعدة مريم القلاف وفريق العمل ان يختاروا ضيوفا تنطبق عليهم فكرة البرنامج.الجدير بالذكر ان برنامج «من غير فلتر» من اخراج المخرج المميز محمد عز الذي قدم لنا صورة جيدة رغم افتقار البرنامج نوعا ما الى ديكور مبهج يناسب اسمه، فـ «من غير فلتر» يعني الحقيقة والوضوح، ومن وجهة نظري، اللون الأسود والأزرق الغامق المسيطران على الصورة بحاجة إلى إعادة النظر في حال تقديم جزء ثان من البرنامج وهذا ما أتوقعه.

«من غير فلتر».. مباراة بين دهاء مذيعة وذكاء النجوم