المشاركة الرابعة في الألعاب البارالمبية في رياضة الوثب الطويل.. ناكانيشي مايا التي تقترب من حلم الستة أمتار

أيام جائحة كورونا التي تمت فيها الاستفادة من الجهود التي تم بذلها حتى الآن

- لقد قمت بالقفز لمسافة 5.46 أمتار في رياضة الوثب الطويل في بطولة هيوغو لألعاب القوى التي أقيمت في يوم الحادي عشر من شهر يوليو/تموز، ويبدو أن الاستعداد للألعاب البارالمبية يسير على ما يرام.

حالتي جيدة دائما، ولكن أشعر بأنه من الضروري القيام بالتحسين دوما من الناحية الفنية ومن ناحية القدم الاصطناعية. وفي هذه المرة أعاني في ضبط القدم الاصطناعية. وأقوم الآن أيضا بضبط النقاط الدقيقة. ولكن التدريب بحد ذاته يسير على ما يرام بشكل كبير.

- اقترب موعد دورة ألعاب طوكيو بعد المرور بأمور كثيرة، فما هو شعورك حول السنة والنصف منذ عام 2020 وحتى الآن وكيف قمت بقضاء هذا الوقت؟

إن طريقة تفكيري طريقة قديمة وكأنني مازلت أعيش في القرن الماضي (تقول ذلك وهي تضحك). فأنا أفضل إرسال واستقبال رسائل مكتوبة بخط اليد في عصر أصبحت فيه تطبيقات التواصل تنتشر في كل مكان. لذلك أشعر مرة أخرى بأهمية اللقاء وجها لوجه، وأهمية التفاعل مع الناس بعد أن بدأت جائحة كورونا.

- أعتقد أن انخفاض فرص التواصل وجها لوجه قد غير الكثير من الأشياء بالنسبة للرياضيين.

مختصر ومفيد. وأعتقد أن اللاعبين الأجانب كانوا في موقف صعب بسبب القيود الصارمة على الخروج من المنازل. ولكن عندما تواصلت معهم لأنني كنت أشعر بالقلق عليهم، كان الجميع متفائلين للغاية. وفكرت كثيرا حول ماذا يجب أن تفعل اليابان وكيف يجب أن تستعد كمكان لاستقبالهم.

- ليس من السهل التدريب يوميا مع القيام بالتكيف مع البيئة المحيطة في ظل ظروف لا يمكن معرفة ما سيحدث فيها في المستقبل.

كان لدي الكثير من الخبرات، وفكرت أكثر من مرة بترك ألعاب القوى، ولكنني تمكنت من الاستمرار بما يتناسب مع ظروفي الخاصة. وأعتقد أنني قمت بالاستفادة من ذلك في مثل هذا النوع من المواقف أيضا. وكانت لدي فرصة أيضا لمراجعة حياتي. لقد كنت أشارك في بعثات رياضية بشكل مستمر، ولم أقضِ وقتا طويلا في منزلي بهذا الشكل أبدا. وكان من السهل التبديل بين كوني لاعبة رياضية وبين كوني إنسانة، وبعد بدء جائحة كورونا أصبح لدي راحة نفسية أكبر على العكس من ذلك.

- ليس التسرع أو القلق، بل راحة نفسية أكبر؟

بالنظر إلى حياتي التنافسية السابقة، فكرت في قائمة التدريب بما يتوافق مع جدول ملعب ألعاب القوى، وبعد القيام بمعرفة جميع برامج المدرب البدني والمدرب الاستشاري والموظفين، كان يجب علي معرفة من وفي أي وقت سيكون متفرغا، وأن أقرر كل شيء بنفسي مثل من أي ساعة سأقوم بالتدريب، وتنسيق المقابلات، وجولات إلقاء التحية، والجهة التي ستقوم بالاعتناء بكلبي عند مشاركتي في البعثات الرياضية، وغير ذلك. وكان هناك العديد من حقائب السفر المصطفة في الغرفة، وحتى النوم على السرير في المنزل كان لبضع مرات في السنة فقط. لذلك لم يكن من الممكن امتلاك وقت للطهي في المنزل كما أفعل الآن.

لا بد من الفوز في النهاية

- لقد بالابتعاد عن محافظة أويتا التي كانت قاعدة تدريبية لمدة طويلة والانتقال إلى أوساكا بعد بدء جائحة كورونا. ويعد تغيير البيئة المعيشية أمرا مقلقا ومرهقا للرياضيين، وأعتقد أنه كان من الشجاعة للغاية اتخاذ هذا القرار في العام السابق لدورة ألعاب طوكيو.

بالفعل كان أمرا صعبا. حيث انتقلت إلى أوساكا قبل إعلان حالة الطوارئ مباشرة، وبعد ذلك فورا، توفي أحد معارفي وأحد أقاربي الذين كانوا في أويتا على التوالي. ولا يوجد مكان أذهب إليه للبكاء، ولا أصدقاء بالجوار ليستمعوا إلي. وكانت هناك أوقات اعتقدت فيها أن هذا أمر فظيع. وإلى جانب ذلك، حتى إذا تمت إقامة الألعاب البارالمبية بنجاح، يبدو أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى ينتهي فيروس كورونا الجديد، وحتى ذلك الحين سيكون من الصعب العودة إلى أويتا. ولكن ما زلت أريد العودة إلى مسقط رأسي في أقرب وقت ممكن.

- في الماضي، جربت العيش في أمريكا، وغالبا ما تسافرين إلى الخارج في بعثات رياضية، لذلك أعتقد أن لديك خبرة كافية فيما يتعلق بالتكيف مع البيئة، ولكن هل تشعرين أن هذا الانتقال كان له صعوبة تختلف عن التجارب السابقة؟

حتى الآن قام الجميع بتوديعي قائلين ”ابذلي ما بوسعك!“، وكنت أغادر وأنا أشعر بالإلهام، وأعود وأنا فخورة بنفسي. ولكن الانتقال في هذه المرة كان مفاجئا، وكان قرارا لا بد منه من أجل حماية كبار السن في عائلتي الذين يسكنون معي في أويتا، لذلك كان أمرا صعبا. حيث جعلني أشعر وكأنني قمت بالخيانة عندما خرجت دون أن أتمكن من التعبير عن شكري للسكان المحليين الذين اهتموا بي. ولكن بغض النظر عن مدى تفكيري في الأمر، لا بد من الفوز في النهاية. وليس لدي خيار سوى أن أظهر للجميع أنني أعيش حياة جيدة.

المشاركة الرابعة في الألعاب البارالمبية في رياضة الوثب الطويل.. ناكانيشي مايا التي تقترب من حلم الستة أمتار

- بعد الانتقال إلى أوساكا، كان عليك تحديد أهداف جديدة والتركيز على التدريب، أليس كذلك؟

لا يهم ممن أحصل على النصيحة، فالقرار النهائي هو لي، وبمجرد اتخاذ هذا القرار، لا بد من تحمل مسؤوليته، مهما كان السبب. وكنت على استعداد للقيام بذلك التحدي عندما غادرت أويتا، وأصبح لدي شعور يقول بأنه من المفترض أن الاهتمام بالعلاقة مع الأشخاص الذي سأقابلهم في المكان الجديد، سيؤدي إلى وجود أشياء جيدة أخرى أيضا. وبالمقارنة مع اللاعبين الأجانب، فإنني لم أحرم من فرصة التدريب. وعندما كنت أتدرب، كنت أفكر دائما أنني يجب أن أقوم بالتدريب وأن أبذل قصارى جهدي بدلا من هؤلاء اللاعبين أيضا.

- حتى بعد قرار تأجيل دورة ألعاب طوكيو، لم تغيري خططك الأصلية للوصول إلى ذروة الأداء في صيف عام 2020، وقمت بالفعل بتحطيم الرقم القياسي الآسيوي الذي تمتلكينه بعد القفز لمسافة 5.7 أمتار في بطولة اليابان التي أقيمت في شهر سبتمبر/أيلول من عام 2020. فكم شكلت هذه النتيجة دافعا لك؟

التأجيل لا يعني ضياع الهدف، لذلك أردت التأكد من أن ما كنت أحاول فعله في البداية كان صحيحا. وكانت بطولة اليابان في العام الماضي بطولة نافست فيها وأنا واثقة من نفسي، وحققت نتائج جيدة. وعلى الرغم من أنها كانت بلا جمهور، إلا أن أجواءها كانت جيدة، وتمكنت من إظهار قوتي في مثل هذا الموقف بفضل فوزي في الميدالية الذهبية في بطولة العالم لعام 2019، وشعرت أن ذلك كان دليلا على تطور مستواي درجة.

الاقتراب من ”تحقيق“ مسافة 6 أمتار

- ألم تقتربي أيضا أخيرا من تحقيق هدف القفز ”أكثر من 6 أمتار“ الذي كان هدفك لسنوات طويلة؟

هذا الهدف لم يتغير منذ أن بدأت المنافسة. لقد سجلت رقما قياسيا في شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي، ويمكنني العمل على زيادة القوة لدرجة واحدة أعلى استعدادا لعام 2021، لذلك أشعر أن مراحل الوصول إلى ذروة الأداء والمهارات هي نفسها مقارنة مع العام الماضي، ولكن أستطيع أن أشعر بالفعل أن درجة القوة قد تغيرت بالفعل.

- هل يمكن أن تخبرينا مرة أخرى عن ماذا يمثل رقم ”6 أمتار“ بالنسبة لك، وكيف سعيت لتحقيق هذا الهدف في حياتك التنافسية؟

لقد حددت هذا الرقم باعتباره هدفي في أوائل العشرينيات من عمري، ولكن في ذلك الوقت لم يكن أحد تقريبا يؤمن بقدرتي على تحقيقه. وعندما كان عمري 21 عاما، تعرضت لحادث وتحولت إلى ألعاب القوى، ولكن لم يكن لدى المدرسة الإعدادية والثانوية التي درست فيها ناديا لألعاب القوى، وبالتالي لم يكن هناك شخصا من الممكن الحصول على استشارة منه حول ألعاب القوى. لذلك كنت أكافح وحدي لفترة طويلة. واستمررت بذلك لفترة طويلة حتى مع عدم حصولي على أية نتائج، وعندما تجاوزت الثلاثين من عمري، زاد من حولي عدد الأشخاص الذين يشجعونني والمدربين الذين أشعر بالاطمئنان معهم. لذلك قل العبء الذي على عاتقي، وازداد الوقت الذي من الممكن تخصيصه للمنافسات.

- لقد رآك الكثير من المشجعين وأنت تحاولين المضي قدما مع شعورك بالمعاناة لفترة طويلة.

عندما كنت في العشرينيات من عمري، كنت أقول ”الألعاب البارالمبية؟ ما هذا؟“ (تقول ذلك وهي تضحك). فلو كنت قادرة على الحصول على الظروف الحالية عندما كنت في العشرينيات من عمري، أعتقد أنه ربما استطعت تحقيق القفز لمسافة 6 أمتار في وقت مبكر أكثر. ومع ذلك، أعتقد أن استمراري حتى هذا السن، وثقتي بنفسي، يرتبطان بشعوري بأنني قادرة على القفز لمسافة 6 أمتار بكل تأكيد إذا لم أستسلم.

- قبل عامين، وبعد تسجيلك رقما يبلغ 5.7 أمتار، قلت ”هل مسافة 6 أمتار بهذا الشكل؟“، فهل كانت تلك هي اللحظة التي أصبحت فيها متأكدة أخيرا بأنك قريبة من الوصول إلى تلك المسافة بشكل فعلي؟

يقوم المدرب دائما بوضع علامة عند مسافة 6 أمتار عند التدريب. وفي السابق كنت أعتقد أنها مسافة ”بعيدة“ عندما كنت أنظر إلى تلك العلامة، ولكن مؤخرا أشعر بأنها ”مسافة قريبة جدا“. فقد أصبحت أرى مسافة 6 أمتار كأنه أمر واقعي.

- بعد بطولة العالم مباشرة قلت ”أريد أن أصبح رياضية يمكن أن يثق بها الجميع“. فما هو المعنى الحقيقي لهذه الجملة؟

غالبا ما أتعرض للانتقاد من أماكن مختلفة لأنني أقول ما أشعر به صراحة (تقول ذلك وهي تضحك). وفي الفترة التي تلت مباشرة إصابتي بالإعاقة، كان لدي شعور بأن ذوي الاحتياجات الخاصة موقفهم ضعيف، ومن الممكن أن يحصلوا على أي شيء إذا ظلوا جالسين في أماكنهم، وكنت لا أحب ذلك الشعور أبدا. وحتى لو كانت والدتي تعتني بي، فعندما ترحل عن هذه الحياة، يجب علي أن أعتني بنفسي بمفردي. وسواء كنت رجلا أو امرأة، فيجب علي تطوير القدرة على العيش بمفردي. وكنت أشعر بذلك الشعور، وكانت طباعي قاسية جدا، لذلك كانت تتم السخرية مني في كثير من الأحيان مهما كانت النتيجة التي كنت أحققها.

- لم يتقبلوا ذلك بسهولة؟

على الرغم من أن التوقعات كان كبيرة، إلا أنني لم أستطع الفوز في البطولات المهمة. فقد كنت غير قادرة على تحقيق أي شيء مع أنني كنت أقول ”أريد أن أقفز مسافة 6 أمتار“، و”سأحصل على الميدالية الذهبية!“. وكان هناك فترة بدأت أشعر فيها بأن هناك من يتوقع مني الفشل بدلا من النجاح. لذلك عندما حصلت على الميدالية الذهبية في بطولة العالم، كان لدي شعور بأنه يجب أن أصبح لاعبة يقال عنها ”يوجد في اليابان اللاعبة ناكانيشي مايا“. وأعتقد أنني ربما استطعت الحصول على مثل تلك التوقعات والشعور بالثقة استعدادا لدورة ألعاب طوكيو.

- هل هناك فرق بين الفوز بميدالية وبين تحطيم الرقم القياسي بالنسبة لك؟

أريد أن أجعل الحصول على الميدالية الذهبية من أجل الجميع، وتحطيم الأرقام القياسية من أجلي شخصيا.

- أتطلع أن تقومي بكتابة تاريخ جديد في دورة ألعاب طوكيو، باعتبارك ”السيدة المطلقة“ لهذه الرياضة.

كانت بطولة هيوغو قبل يومين كبطولة تسجيل الأرقام للاعبين الأصحاء أشارك فيها بعد مدة طويلة. ودائما عندما كنت أشارك في بطولة تسجيل الأرقام للاعبين الأصحاء، كان لدي ميل للتمييز بين رقمي وأرقام اللاعبين الأصحاء، من خلال شعوري بأنه ”سأقوم ببذل جهدي في فئتي“، ولكن في هذه المرة كنت أقف معهم في نفس المضمار. ولم أشعر بأنني سأخسر، فقد كنت ذاهبة للفوز. وفي النهاية لم أستطع تحقيق النتيجة المتوقعة، ولكنني تمكنت من الشعور مرة أخرى بأنني لدي ثقة كبيرة بما قمت به حتى الآن. وسأذهب إلى دورة ألعاب طوكيو للفوز!

التصوير= نيناغاوا ميكاالمقابلة والنص= زوشيغايا سينئيتشيتم ترجمة ملخص المقابلة ونشرها بالتعاون مع GO Journal