«صناع عمان» .. الأفكار والابتكارات نماذج حية وشركات ناشئة

■ التعاون مع مختلف المؤسسات أسهم فـي إنتاج جهاز لوحي «تابلت» وتصنيع طابعة ثلاثية الأبعاد وإنشاء مختبر مدرسي وحقيبة إلكترونية وصمام ذكي للأكسجين وجهاز لتعقيم الماسكات■ مدير مركز صناع عمان: صناعة الهاردوير و«السوفت وير».. قريبا■ يعكف المركز على تحويل الأفكار والابتكارات إلى نماذج حية ويرفد الاقتصاد الوطني بشركات ناشئة سنويا■ المركز يستقطب الباحثين من فئات المبتكرين والمبدعين والمخترعين ورواد الأعمال وطلاب الجامعات والكليات

أجرى الحوار ـ محمود الزكواني:■ ■ يعكف مركز صنَّاع عُمان أحد مكوِّنات مجمع الابتكار مسقط التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، على تحويل الأفكار والابتكارات إلى نماذج حية، ويسهم في رفد الاقتصاد الوطني، وتعزيز التنمية المستدامة في معظم القطاعات الاقتصادية الواعدة، ويقدم الدعم لجميع المخرجات الوطنية الداخلة إلى سوق العمل، حيث يستقطب مختلف شرائح الباحثين عن عمل من المبتكرين والمبدعين والمخترعين ورواد الأعمال، بالإضافة إلى طلاب الجامعات والكليات، ويستهدف دعم أعمالهم الابتكارية، ويقدم لهم المشورة والتعاون سواءً عند اختيار مشاريعهم التخرجية أو التعرف على مشاريعهم المختلفة ودعمها حتى تتحقق وترى النور على أرض الواقع. ■ ■

ويتمتع مركز صنَّاع عُمان بالقدرة الكافية على رفد الاقتصاد الوطني بشركات ناشئة سنويًّا في شتى الجوانب والمجالات المختلفة، بالإضافة إلى تمكينها في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية بمختلف دول العالم.

وفي هذا الإطار أجرت (الوطن) حوارًا مع المهندس هلال بن ناصر الشبلي ـ مدير عام مركز صنَّاع عُمان، تناول فيه أبرز الجهود والأعمال التي يبذلها ويعمل عليها المركز.

في البداية تحدث المهندس مدير عام مركز صنَّاع عُمان حول المركز قائلًا: مركز صنَّاع عُمان والمسمى سابقًا بمركز (النمذجة) هو مساحة عمل مفتوحة للجميع، حيث يطبق فكرة الأبواب المفتوحة أو ما يطلق عليه بسهولة الوصول إليه، بحيث يكون من الممكن بأن يصل إليه جميع الفئات المستهدفة، وشرائح المجتمع سواءً كانوا الباحثين أو المبتكرين أو المبدعين أو المتقاعدين ومن مختلف فئات الطلبة، وما زال المركز يتبنى نفس السياسة وهو نفس النهج الدولي في اتباع الأبواب المفتوحة وذلك لسهولة وإمكانية الوصول إلى المركز الأجهزة والمعدات، حيث أصبح العالم متجهًا إلى الاقتصاد التشاركي بمعنى أن التشارك في الموارد وفي مساحات العمل والموارد البشرية وأيضًا بالآلات والمعدات وبالإضافة إلى التدفقات المالية، فالمركز يعمل حاليا بهذه الكيفية والآلية المتبعة لدينا.

أبرز إسهامات (صنَّاع عُمان)وحول عدد المشاريع التي يسهم المركز في تنفيذها خلال الفترة الماضية في مختلف الجوانب والمجالات الإبداعية قال المهندس الشبلي: أنتجنا مع شركائنا عددًا من الخدمات والمنتجات أبرزها هي: الهاتف الذكي (مرسال) وهو حاليًّا في مرحلة الاستثمار بما يطلق عليها الجولات الاستثمارية، حيث أصبح له صدى واهتمام كبير في الأسواق المحلية والإقليمية والدولة مثلًا كالأسواق في المملكة العربية السعودية والعراق وإيران، وأيضًا في أسواق الدول الإفريقية، فجاءت الفكرة لإنتاج الهاتف الذكي ليتناسب مع هذه الأسواق المختلفة، مؤكدًا بقوله: رأيتم بما حدث في مرحلة الجائحة لفيروس كورونا، حيث تم تحويل الدراسة إلى التعليم (عن بُعد) والتعليم المدمج، ولذلك ساهم مركز صنَّاع عُمان وبالتعاون مع شركة (مرسال) بإنتاج جهاز لوحي (تابلت) ليتم استخدامه في التعليم (عن بُعد) ويشمل استخدامه معظم الفئات في مختلف المراحل الدراسية.

«صناع عمان» .. الأفكار والابتكارات نماذج حية وشركات ناشئة

وأضاف: يعمل حاليًّا المركز أيضًا ويتعاون مع شركة (3D FACTARY ) بتصنيع طابعة ثلاثية الأبعاد، ونجحنا بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وبالتعاون مع شركائنا بالقطاع الخاص وتحديدا مع شركة (OXY) في توقيع مذكرة عمل لإنشاء مختبر مدرسي مصغر في إحدى المدارس، ومن خلال إنشاء هذا المختبر قد أتيحت لنا فرص أخرى بأن نسند أعمال وتصنيع الطابعات إلى شركة (3D FACTARY ) وتوريد القطع الإلكترونية والميكانيكية إلى شركات عمانية متخصصة أخرى، ومن هذا المشروع الواحد استطعنا توفير (20)فرصة عمل مباشرة وهي تتناسب مع طموحات وآمال الشباب الباحثين عن عمل، وحتى تتوافر الاستدامة يجب أن يكون هناك وفرة في مختلف المشاريع.مشيرًا إلى أن هناك أيضًا تعاونًا مع شركة (الواحة)، قد أنتجنا حقيبة إلكترونية وهي عبارة عن حقيبة تعني بدعم المناهج التعليمية، وطبعًا كان بالتعاون مع شركة نفط عمان وأنتجنا من خلالها (100) حقيبة إلكترونية، وتم توزيعها على زوار القبة الفلكية سابقًا والآن يطلق عليها (عالم المعرفة)، ومن ضمن التعاون أيضًا مع شركة (الواحة) في تصميم وإنتاج صمام ذكي للأكسجين ليساعد ويضاعف عدد الأسرّة في غرف طوارئ للحالات الحرجة بالمستشفيات من جراء جائحة فيروس كورونا، فهذا المشروع ابتدأ كمشروع بحثي، ثم قمنا بتصنيع النموذج الأولي مع مؤسسة إنتاج صحار بجامعة صحار، ومن ضمن تعاونا مع الجامعة الألمانية لإنتاج غرفة أو جهاز لتعقيم الماسكات التي يستخدمها الأطباء، التي كانت سابقًا منذ بدء الجائحة لم تكن متوفرة بكثرة وكان لا بد من تعقيمها وإعادة استخدامها مرة أخرى.

موضحًا أنه توجد لدينا خطة في كل سنة بأن نسهم في رفد الاقتصاد الوطني بثلاث شركات تقنية ناشئة، وبعد خروج هذا الشركات من مركز صنَّاع عُمان تتحول من شركات ناشئة إلى شركات عالمية.

تطلعات المركز في المرحلة القادمةوقال مدير عام مركز صنَّاع عُمان عن التطلعات في المرحلة القادمة: نحتضن الشركات في قطاع الاتصالات وتعزيز (الاقتصاد المعرفي) و(الاقتصاد الرقمي)، ونخاطب شركة لتقديم خدمات الاتصالات وشركة أخرى لتصنيع الآلات والمعدات و(الروبوتات)، وأيضًا تطلعنا في الربع الأول العام الحالي 2022 لاحتضان (3) شركات تقنية ناشئة ويتم التعاون معها حتى نهاية العام، ومن المؤمل أن ترفد السوق بإنتاجها خلال السنتين القادمتين.وأضاف: إنَّ مركز صنَّاع عُمان هو يختلف عن الجهات الاستثمارية الحكومية، حيث المركز لا يقدم رأس المال وإنما يقدم مساحات العمل والدعم الفني ويقوم بتوفر الآلات والأدوات من المعدات وهذا ما يطلق عليه عملية (التمكين).

المشاركات الدوليةوأما عن عدد المشاريع التي شارك بها المركز على المستوى الدولي فقد أوضح هلال الشبلي: شاركنا مؤخرًا في العام الماضي في معرض قطر للتحدي والابتكار، حيث شارك فيه (100) مبتكر من (38) دولة حول العالم، وكانت خدمات النمذجة والدعم الفني لهؤلاء المبتكرين قد تمت عن طريق مركز صنَّاع عُمان بالتعاون مع شركائنا (3D FACTARY ) هم من قاموا بإسناد هؤلاء المبتكرين العالميين في النادي العالمي التابع للدولة المستضيفة للحدث، فكان لنا الفخر بالإسناد وتقديم الدعم الفني لهؤلاء الشباب في قطر، وأيضًا كانت لنا مشاركات دولية عبر الاتصال المرئي بحكم الجائحة، حيث شاركنا زملاءنا في الأمانة العامة بالمملكة العربية السعودية بالرياض في مختلف حلقات العمل المتخصصة في المجالات التي تعني بالملكية الفكرية وريادة الأعمال والابتكار، كما كانت لنابمعرض في دولة الكويت في مجال ريادة الأعمال فكانت هذه المشاركات خلال الفترة الماضية، وأما على المستوى داخل السلطنة فشاركنا في معرضين خلال العامين الماضيين في المعرض التي نظمته وزارة التربية والتعليم (أسبوع العلوم والأولمبياد العلمي)، وأيضًا شاركنا في معرض الصنَّاع التي نظمته (ريادة).

مشاريع جديدة يتم تنفيذهاأما عن نوعية المشاريع الجديدة التي يرجو تنفيذها المركز فقال: توجد هناك مشاريع ولكنها ما زالت غير معلنة فهي بالتعاون مع إحدى الوزارات وسيقوم المركز بفتح أفرع جديدة في مختلف ولايات السلطنة، فنحن مقبلون بأن نكون في المستوى الثالث وهو توليد المعرفة بعد ما كنا في المستوى الأول وهو نقل المعرفة، وأيضًا كان المستوى الثاني هو توطين المعرفة، لذلك أصبحنا في المستوى الثالث لتوليد المعرفة، فهذا بحد ذاته يمكننا لنمثّل الكثير من المؤسسات التي هي بحاجة للدعم والتعاون من قبل مركز صنَّاع عُمان، حيث لدينا القدرة الكافية بالتصنيع والإنتاج في مختلف الجوانب والمجالات الاقتصادية، كما أصبحنا إسنادًا لهذه الجهات المعنية، بالإضافة إلى حل ناجع لمشكلة سلاسل الإمداد والتوريد الذي أحدثته الجائحة في فترة الإغلاقات السابقة جراء فيروس كورونا، حيث تم إغلاق الشحن الجوي والشحن البحري..وغيرها من الأوضاع، مشيرًا إلى أن مرحلتنا القادمة ستكون (صناعة الهاردوير) و(السوفت وير) معًا.. وغيرها من المشاريع المختلفة التي سنقوم بنشرها لاحقًا.

مراكز صنَّاع عُمان في المحافظاتيسعى مركز صنَّاع عُمان كأيقونة يختضنها مركز الابتكار بمسقط بفتح أفرع ومراكز له، حيث سيكون على مستوى الولايات والمحافظات في السلطنة كـ(صحار وصلالة ونزوى والرستاق وإبراء) وهي خطة أولية وخطة التوسع والانتشار وهذا بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة المالية..وغيرها من الوزارات التي تقدم الدعم اللوجستي والبنية والرقمية.

أبرز التحديات والصعوباتوعن أبرز التحديات الصعوبات التي تواجه المركز قال مدير مركز صنَّاع عُمان: التحدي الأكبر هو تحقيق الاستدامة المالية، ونعمل جاهدين على ضمان توفير الدخل المالي للمركز، مؤكدًا أن النمط المتبع لتشغيل المراكز حول العالمي أن يدفع للمشغِّل وإنما هنا في السلطنة المشغِّل لم يتم الدفع له وإنما يجب عليه أن يقيم الكثير من الفعاليات والمناشط التعليمية وتطوير المنتجات من أجل أن يحصل على ريع، بالإضافة لدينا بعض التحديات الاقتصادية مثل: جائحة فيروس كورونا التي تسببت في الإغلاقات والإيرادات المالية، موضحًا أن مركز صنَّاع عُمان يعمل بطريقة مستدامة بالتعاون بين الجهات الاختصاص ومع القطاع الخاص بتوفير الدعم اللازم كالآلات والمعدات اللازمة للمركز، ومن هنا نحرص على إبراز الفعاليات والمناشط وتحقيق الأداء ومؤشرات التي ترقى بمستوى المركز. وحول وجود بعض الآلات والأدوات والأجهزة بالمركز أوضح قائلًا: يوجد هناك عدد من الآلات والأدوات والأجهزة في المركز بعضها ملك للمركز وبعضها قامت شركات بتوفيرها، وأهمها هي: آلات الليزر والطابعات الثلاثية الأبعاد.. وغيرها من الآلات والأدوات.

سهولة الوصول للمركزأما عن كيفية الوصول إلى مركز صنَّاع عُمان قال المهندس هلال الشبلي: يتم التنسيق بين طلبة المدارس والجامعات مع إدارة المركز سواء من حيث الزيارات أو من حيث الوصول إلى المركز، ففيها نوع من السهولة واليسر سواءً كانت الزيارات التي تحمل ذات الطابع الرسمي أو من خلال التواصل معنا مباشرة، فجميع الطرق سهلة وجميع الأبواب مفتوحة لهم.

وفي الختام وجه مدير عام مركز صنَّاع عُمان كلمة شكر وقال: بعد ما حُمِّلنا المسؤولية بتكليف إدارة وتشغيل المركز وقد نجحنا ـ ولله الحمد ـ فنحن فخورون بما تم إنجازه حتى الآن، وبذلك نتطلّع إلى أن نستمر بالشراكة مع جهات الاختصاص، ونستهدف مختلف الولايات بمحافظات السلطنة حتى نوجد مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة معًا.

فئة

مقالات ذات صلة

12 Apr 2022

12 Apr 2022

12 Apr 2022

12 Apr 2022

12 Apr 2022

المواد الساخنة