صحف مصرية: اللقاح المصري اختفى قبل ولادته وأوضاع الأطباء تزداد سوءا… والمخدرات تهدد شباب مصر كلمات مفتاحية
القاهرة ـ «القدس العربي»: أمس الأربعاء 16 ديسمبر/كانون الأول وجدت ثورات الربيع العربي نفسها وأهلها مدانين بسبب هرولة الحالمين بالعصر اليهودي وطرق أبواب إسرائيل، إثر محاولات مستميته لغسل أيدي اصحاب الفضل عليهم في الخليج، أولئك الذين يبحثون عن مبررات للهروب من محاكمة التاريخ ولعنات شعوبهم، بعد أن كشفت الفترات الماضية أن الرئيس الأمريكي الخاسر دونالد ترامب وصهره ساقا، لهم وعودا وأوهاما وخدرا أدمغة سياسيي العواصم المستباحة بالهوى اليهودي، بدءا بأبوظبي وانتهاء بالدار البيضاء، ليسيروا مكبلين بالعار.
وقد استدرجت غواية التطبيع بعض الكتّاب للدفاع عن المستقلين لقطار الاستسلام لتل أبيب، غير أن ثبوت أركان الجريمة حال بين المتعاطفين وإتمام مهمتهم بسلام، فلم يجدوا من حل سوى اتهام ثورات الربيع العربي بأنها مسؤولة عن تغلغل إسرائيل وحلمها بين العواصم العربية. كما اتُهمت الثورات نفسها بأنها سبب إقامة سد النهضة الإثيوبي، وقد حفلت صحف أمس الأربعاء بهجوم واسع ضد أنصار الإسلام السياسي، وعدد من الدعاة. ومن جانبها قادت سحر الجعارة هجوما واسعا على الداعية مصطفى حسني بسبب ترشيح المجلس القومي للمرأة له لل في حملة مناهضة للتحرش.وأمس نفت وزارة الداخلية انتشار فيروس كورونا بين المساجين، وأوضحت أن قطاع السجون، يقدم كل أوجه الرعاية الصحية للنزلاء، وتتم مراعاة كل التدابير الوقائية والاحترازية داخل السجون. وبدوره أكد الدكتور عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، أنه طالما أن لقاح كورونا دخل إلى مصر، وتم إقراره من الجهات المسؤولة، فتناوله ليس فيه أي ضرر، مشيرا إلى أن الدولة بدءا من الرئيس السيسي، مرورا إلى الجهات الصحية المعنية، ووصولا إلى اللجان المعنية، أكدوا على أن سلامة وأمان المصريين وأمان وفعالية اللقاح أولوية أولى. ولفت تاج الدين إلى أن كل اللقاحات التي تمت إجازتها في العالم حتى هذه اللحظة، هي مُجازة فقط للاستخدام الطارئ.وأعلنت 5 محافظات على الأقل، مساء الثلاثاء، تعطيل الدراسة يوم الأربعاء، نظرا لتوقعات هيئة الأرصاد الجوية بسوء الأحوال الجوية..
دعاية أم كذب؟
أعاد الدكتور محمود خليل للأذهان ما جرى خلال شهر رمضان الماضي (مايو/أيار 2020) عندما خرج علينا وزير التعليم العالي الدكتور خالد عبدالغفار ببشرى ذكر فيها أن مصر ستصل إلى «زيرو إصابات» عندما يبلغ المصابون بكورونا رقم الـ40 ألفا، وبناء على حسبة رقمية توقع أن يبدأ الوباء في الانحسار في منتصف يوليو/تموز 2020. وفى شهر أغسطس/آب من العام الحالي، أكد المتحدث الرسمى باسم وزارة التعليم العالي أنه تم التوصل إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا، تصل نسبة نجاحه إلى 95٪، وهو من مجموعة اللقاحات التي تعالج أمراضا أخرى، تم دمجها مع بعضها بعضا، واختبارها على الحيوانات، وأظهرت نتائج جيدة في مهاجمة خلايا الفيروس. في الوقت الذي كان وزير التعليم العالي يتحدث فيه عن الـ«زيرو إصابات» كانت منظمة الصحة العالمية، وكذا مؤسسات علمية عالمية عديدة، تحذر من موجة ثانية من كورونا مع مقدم الخريف، ولم يكن عدد الإصابات في مصر حينها قد بلغ رقم الـ20 ألفا، ولم يكن عدد الوفيات قد بلغ الرقم ألف. وقتها تساءل الكثيرون عن الأساس الذي بنى عليه الوزير هذا التوقع، لكن لم يجد أحد إجابة، فاكتفى الجميع بالدعاء بأن يصدق توقع الوزير، ونصل إلى رقم «زيرو إصابات» ونخرج من حالة الإرهاق الجسدي والنفسي والعصبي، التي وضع الفيروس الجميع فيها. لكن الأيام جاءت بعكس ما توقع الوزير، فالأرقام الرسمية المعلنة تقول، إن عدد الإصابات بالفيروس داخل مصر يقترب حاليا من رقم الـ122 ألفا، وعدد الوفيات يقترب من الـ7 آلاف.
لقاح وهمي
وسلط الدكتور محمود خليل الضوء على لقاح وزارة البحث العلمي الذي أشار متحدثها إلى أنهم توصلوا إليه، حيث بادر أحد النواب بالإعلان عن استدعاء وزير التعليم العالي لسؤاله والاستفسار منه حول هذا الكلام الذي يمثل إنجازا حقيقيا يعيد إلى الذاكرة إنجازات كثيرة تمكَّن المصريون من تحقيقها، لكن المتحدث هرول إلى إحدى القنوات ليعلن أن كلامه قد فُهم خطأ، وأنه لم يصرح بأن الوزارة توصلت إلى علاج لكورونا. عندما تناول المتحدث باسم وزارة التعليم «خبر اللقاح» قفزت إلى ذاكرة الكثيرين صورة وزير التعليم العالي وهو يستقبل إحدى الباحثات المجتهدات التي بشرت بالوصول إلى علاج لفيروس كورونا، وصرحت لوسائل الإعلام بأنها التقت الوزير، وعرضت عليه فكرة العلاج، وأنه تبنى البحث الذي قدمته في هذا السياق بعد أن استمع إلى تفاصيله (كان ذلك في إبريل/نيسان 2020). مجموعة الوقائع السابقة ترسم لك مشهدا حول صورة المؤسسة العلمية لدينا، يحتار أمامها الناظر، دون أن يستطيع أن يقرر هل نحن بصدد أداء علمي حقيقي أم أداء دعائي. اعترف الكاتب بأنه لا يشك للحظة أن مصر تمتلك خبرات وكفاءات علمية نادرة، وقادرة على تقديم الكثير، وليس أدل على ذلك من النجاحات التي قدمها الكثير من علمائنا على المستوى الدولي، وآخرهم الدكتور ماركو زكي الذي حصل مؤخرا على جائزة نيوتين بعد نجاحه في اكتشاف الجين المسؤول عن سرطان الكبد. نحن لدينا العلماء والباحثون القادرون، لكن هل لدينا البيئة العلمية التي توفر الأدوات والمناخات والمحفزات، التي تمكِّن المجتهدين من الإبداع؟ أشك! فعندما يرتفع صوت الدعاية.. يسكت لسان العلم عن الكلام المباح.
دخان سام
اعترف مرسي عطا الله في «الأهرام» بأنه أعد نفسه لاحتمال أي تغير يحدث فوق مسرح الشرق الأوسط، الذي يعيش منذ سنوات تحت لهب ونيران المعارك العنيفة، التي في ما يبدو قد دفعت بالبعض إلى أن يستسهل أن يبدو ـ ولو ظاهريا ، كائنا مستسلما متراخيا مع أحلام الدخان الأزرق لحشيش ترامب وزوج ابنته كوشنر..إن الدخان الأزرق الذي يغطي سماء المنطقة هو ابن حقيقي للظروف البائسة التي أفرزتها السنوات العجاف، التي أعقبت أحداث الفوضى منذ مطلع عام 2011، ومنحت لصرخات الألسنة قوة جبارة هائلة أدت إلى شلل في العقول من هول ما جرى؛ ما جعل الثمن غاليا لاستعادة التوازن المفقود، لتجد الأمة العربية نفسها – كما هو واضح الآن بالدليل تلو الدليل – تعاني من أحاسيس العجز عن دفع فاتورة الأعباء والتكاليف للربيع العربي المشؤوم وتداعياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية في كل دول المنطقة! وأضاف الكاتب، أن أحداث السنوات العجاف التي مضت، لم تضرب مفهوم الدولة الوطنية في الصميم وحسب؛ وإنما استهدفت وفق ما رسمه مخططوها الذين ابتدعوا نظرية الفوضي الهدامة، السعي الحثيث لاقتلاع كل جذور الهوية من أعماق التربة الثقافية والفكرية والعقائدية، لإطالة زمن أجواء العاصفة بكل سحبها وبرقها ورعدها الفوضوي، الذي نجح في أن يفتح سوقا رائجة لحشيش ترامب وزوج ابنته كوشنر، ولكي يسود الدخان الأزرق سماء المنطقة ويخدر شعوبها!
تاجر حشيش
مضى مرسى عطا الله منددا بتوابع ثورات الربيع العربي، ناقما على من روج لها: «لعنة الله على السنوات العجاف التي ضربت الأمة في صميم وجودها بعد أن صدق البعض ما روج له أبالسة السياسة عن أكذوبة الربيع المشؤوم، الذي اتضح أنه مخدر خطير ينشر الدخان الأزرق الذي يوهم البعض بأنهم باتوا في ظل ما جرى من أحداث مرعبة أشبه بالغرقى الذين يبحثون عن قشة طافية على سطح الموج، طلبا للنجاة مع أن الحقيقة عكس ذلك تماما.. وعموما فإن حركة التاريخ سوف تثبت صحة مسارها في النهاية، ويتضح للغافلين أن سحابة الدخان الأزرق سوف تذروها الرياح قبل مرور زمن غير بعيد. ودعا الكاتب مرسى عطا الله من يتشكك في صحة حرف واحد مما كتب، إلى أن يقدم دليلا على عكس ذلك، بدلا من مواصلة تزييف الحقائق بمقالات وآراء – المؤيدين والمعارضين على حد سواء – يشتمُ الناسُ فيها رائحة الدخان الأزرق. بأمانة شديدة أقول إنني لا أحب أن أخدع أحدا بمجاراته في قول الباطل، وفي الوقت نفسه لا أحب أن يخدعني أحد تحت تأثير الدخان الأزرق».
سم في أجسادنا
انتهى أحمد الجمال في «المصري اليوم» إلى طرح مجموعة أسئلة سبق أن طرحها من أكثر من ثلاثة عقود: «هل تغيرت طبيعة ومضمون وأهداف الحركة الصهيونية؟ والثانية: ما الخطر الذي تمثله الدولة الصهيونية على مصر؟ والثالثة هى: ماذا قدم الأصدقاء الجدد لإسرائيل من مصريين وغير مصريين في مجالاتهم، من أجل الوصول بالمجتمع المصري إلى المستوى اللائق، علميا وتقنيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، بحيث لا يظل هو «اليد السفلى» في أي علاقات؟ إن المنحى الذي يسعى لإشغال العقول بمعارك سطحية وتراشقات بالية مستهلكة حول حربي 1956 و1967، واتخاذ نماذج كحكم البعث السوري والعراقي وغيرهما، للتدليل على صحة ما يذهب إليه؛ هو منحى يساهم – وعن عمد- في تدمير أي إرادة في الوجدان العام نحو النهوض، وحفز الهمم للبناء.. ذلك أن الجدل – بل الاشتباك الفكري والسياسي- يجب أن يكون حول كيف نتفق على هدف واحد محدد، هو أن تكون مصر المتماسكة المتوازنة القوية الفاعلة في دوائر محيطها وفي العالم، ولنختلف على ما دون اختلاف تعدد وتنوع زوايا الرؤية للوصول إلى ذلك الهدف».
لا تستدجوا شقيقتكم
وأكد أحمد الجمال أن الصراع لا يعنى التصادم والحرب والدمار، وأن أي وطني واعٍ، لا بد أن يسعى للحيلولة دون أن تدخل مصر أو تُستدرج لما يمكن أن يدمر أو يعطل خططها التنموية الحالية الجسورة الواعدة.. وأن الوطن في أمسّ الحاجة لرسم طريقة إدارة الصراع سلميا، بالعلم والتقنية والاقتصاد والفكر والثقافة.. وهذا هو السبيل الجاد لإحداث التحولات في الوجدان الشعبى العريض.. لأنه يوم أن تصبح عندنا صروح بحثية وعلمية مماثلة ومتفوقة على ما عند الدولة الصهيونية، وتصبح لدينا درجات تماسك داخلي واقتصاد وطني يفوق ما لدى الصهاينة؛ فعندئذ فليستقبل أصدقاء الصهاينة في مصر أصدقاءهم، ويستضيفوهم في منازلهم ويشجعوا أبناءهم وبناتهم وأحفادهم على الاقتران العاطفي الحميم بأقرانهم الصهاينة، ذلك أن الفرق رهيب بين الاختراق وضرب جهاز المناعة الوطني المصري، حسب ما أعلنه ذات يوم، قبيل نهاية حكم مبارك، رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية، عندما قال: «لقد كانت مصر ملعبا مفتوحا بالنسبة لنا، فعلنا فيها ما نشاء، ولن يستطيع أي رئيس بعد مبارك أن يعيدها كما كانت» وبين العلاقات الندية السوية الواعية.
شهداء وأهلهم ضحايا
شدد عمرو الشوبكي في «المصري اليوم» على أنه حين يصل شهداء الأطباء بسبب جائحة كورونا إلى 240 شهيدا، فهذا يعنى أننا أمام رقم غير مسبوق من ضحايا فيروس كورونا على مستوى العالم، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار تناقص أعداد الأطباء وهجرة حوالي نصفهم خارج الحدود واستقالة البعض من النيابات، رغم أنها كانت أملا وحلما. عدد شهداء الأطباء والأطقم الطبية كبير، ومازال رد الفعل الحكومي بطيئا ومتجاهلا لكثير من أبسط حقوق هؤلاء الشهداء، كما لا يزال النقاش العام غائبا حول إصلاح أوضاع الصحة في مصر، ووضع المستشفيات العامة ونظام التأمين الصحي وضعف رواتب الطواقم الطبية، وأسباب هذه الهجرة غير المسبوقة من الأطباء لخارج الحدود، وبصورة لم تشهدها مصر من قبل. معروف أنه يوجد طبيب مصري واحد مقابل 1100 فرد، في حين أن الرقم المعتمد عالميا هو طبيب لكل 400 فرد، وأن هناك 220 ألف طبيب مصرى مسجلين في النقابة، منهم 120 ألفا هاجروا خارج البلاد، وأنه في العام الماضي استقال 3500 طبيب من وزارة الصحة، وهو أعلى رقم في تاريخ الوزارة. ورغم هذا النقص في عدد الأطباء وضعف الرواتب والإمكانيات، قامت الطواقم الطبية بأعمال بطولية كبيرة في مواجهة الفيروس القاتل، ومع ذلك لا يزال «بدل العدوى» أقل بكثير من المطلوب، ومازالت هناك عقبات كثيرة أمام المعاش الاستثنائي، وما زالت أيضا هناك شكاوى كثيرة من ضعف أدوات الوقاية من خطر الفيروس.
«الحيطة المايلة»
ورأى عمرو الشوبكي أن المرحلة المقبلة في حاجة إلى أمرين في غاية الأهمية، خاصة بعد توطن الموجه الثانية وسقوط مئات الضحايا من الأطقم الطبية والمواطنين: الأول مراجعة الدولة بكل مؤسساتها لطريقة تعامل بعض المسؤولين مع الأطباء، الذين بدوا وكأنهم «الحيطة المايلة» التي يستعرض فيها البعض سلطاتهم عليهم دون غيرهم (مع طبعا المدرسين ومديري المدارس الحكومية). أما الأمر الثاني فهو ضرورة فتح الباب أمام نقاش عام (علمي وسياسي) حول أوضاع منظومة الصحة في مصر، وطبيعة اللقاح الصيني الذي استقبلته وزيرة الصحة في المطار، في مشهد لم نره في أي مكان في العالم، فقد حضرت اللقطة التلفزيونية وغاب أي نقاش علمي عن طبيعة هذا اللقاح، وموقف العلماء المصريين والأجانب منه، ونتائجه في الإمارات، وهل هناك فارق بينه وبين لقاح فايزر، وهل مصر قادرة على توفير كميات كبيرة منه؟ كلها تساؤلات ونقاشات جرت في كل دول العالم، متقدمة ونامية، لأن صحة الناس وتداعيات هذا الفيروس خطيرة، ويجب أن لا تُترك لظروف الإدارة العادية، إنما هي في حاجة إلى إدارة علمية ومهنية استثنائية في ظل انتشار متزايد للفيروس. دعم الأطباء وشهدائهم ليس لأسباب فئوية، ولا انحيازا لمهنة على حساب أخرى، إنما لأن من يحمي أرواح الناس في هذه اللحظة ويدافع عن قيم العلم والعمل هم الطواقم الطبية.
آسف يا بهاء
مطلع سبتمبر/أيلول الماضي ارسل الكاتب الراحل بهاء عبدالمجيد رسالة لسيد محمود في «الشروق» قال فيها (انت جتلى في الحلم، كنت في كليتي وواقف أمام القسم بتاعنا وبعدين انا شوفتك كان حواليك طلبة كتير والدنيا مش نور كفاية ندهت عليك سلمت عليا، سألتني انت بتشتغل هنا قلتلك أه والله، ورغم أنه كان في يافطة باسمى على المكتب أنا حاولت أقنعك بإني في مكاني، وإن دا قسم إنكليزي وبين اخذ ورد الحلم تلاشى). واتصل بي بعدها يشرح لي الحلم، وأبلغني أنه يعاتبني بشدة لأني لم أقرأ روايته الأخيرة «القطيفة الحمراء» لكنه تجاوز العتاب بسرعة، معبرا عن سعادته لأني أصدرت كتابا جديدا، وقال إنه سيأتي إلى «الأهرام» لأن لديه موعدا هناك مع صديق مشترك، ويريد أن يراني، والتقينا فعلا وظل معنا على امتداد النهار يلتقط الكثير من الصور وينشرها على حسابه الشخصي، وتناولنا الغداء معا، وضحكنا على أمور كثيرة جمعتنا ولمست فيه رغبة في الحصول على إحدى الجوائز الأدبية قائلا: (إن الجائزة ستبهجه، لأن مزاجه العام سيئ جدا) وطلبت منه التوقف عن كتابة بعض التغريدات على مواقع التواصل وكان فيها يعرب عن أمله في تحويل رواياته إلى أعمال درامية، لأنها قد تترك انطباعا سيئا. تابع سيد محمود: وبعدها بأيام قرأت على مواقع التواصل الاجتماعي الاستغاثة التي وجهها لرئيس الجمهورية مطالبا برعاية صحية لعله ينجو من كورونا لأجل ولديه حلا وياسين، وفي نهاية الاستغاثة وضع اسمي لكي أتولى الاتصال بوزارة الثقافة، والجهات المعنية، وهالني أن تلك الاستغاثة تشاركها نحو 25 ألف مواطن، وخلال ساعات قليلة تلقيت اتصالات من مكاتب تابعة لوزيري الصحة والثقافة وعلمت من أصدقاء أنهم تواصلوا مع رئاسة الوزراء واتصل بي بعدها نائب رئيس اتحاد الكتاب، وكل هؤلاء تساءلوا عن الدعم المطلوب ومعهم الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، التي قالت لي ما هو المطلوب بالضبط لكي نساعد؟
غادر بسرعة
حين لجأ سيد محمود كما أخبرنا في «الشروق» لشقيق الراحل بهاء عبد المجيد للاستفسار منه عما يحتاجه بهاء، قال له إن ما يحتاجه هو رعاية متواصلة تفتقر إليها المستشفى، بحكم قلة عدد أفراد الطاقم الطبي في ظل الوباء. وقال لي أيضا أن بهاء في حاجة إلى الكثير من الدعم النفسي والمعنوي ليتخطى الأزمة، لكن رحمة الله سبقت الجميع وتركت لي ورطة التفكير في دلالات موته، والمعاني التي تقف خلف استغاثته بي، وأنا لم أقدم له طوال عشرين عاما مساحة أكثر من تلك التي تجمعني بغالبية الأصدقاء. وقد عرفته في مؤسسة الأهرام، حيث كان يعمل بالقطعة في معهد الأهرام للصحافة، قبل أن يلتحق بكلية التربية معيدا في قسم اللغة الإنكليزية ويواصل مسيرته هناك، ويحصل على درجة الدكتوراه من جامعة أيرلندية وخلال سنوات دراسته تعمق في دراسة الشاعر الحاصل على نوبل شيموس هيني، وكذلك جيمس جويس صاحب رواية «عوليس» وقد كتب العديد من الأعمال الإبداعية، التي أظهر فيها الكثير من الولع بأجواء جويس وأيرلندا، التي قال لي أنه يعرفها مثل كف يده. وعقب موته المباغت فكرت في مسيرته الإنسانية، التي وجدت تقديرا من أصدقاء ومتابعين له على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد وجد كل صديق ذكرى طيبة من بهاء الذي احتفظ بروح أنيقة وراقية، وكانت تسبقه دوما صفته كوريث لمحل ورد شهير في حي المعادي، تصرف في أمور كثيرة بما يليق ببستاني يقدر هشاشة الورد، يفهم كيف يتعامل مع عطره ليبقى محتفظا بأثره وتأثيره، وكأن هذا الفهم هو المفتاح لمسيرته كلها، فلم يتورط أبدا في الأذى، أو الضغينة، واحتفظ بروحه في حالة النقاء الخالص، ساعيا إلى الحفاظ على «الأثر» وأعرف أنه كان ينفق الكثير من الوقت لأجل الآخرين، الطلاب والأصدقاء، وتصرف بكرم كبير مع الجميع، كما يليق بمتصوف زاهد أحب كتاباته وأفرط في تدليلها كمن يدلل شجرة.
مزيد من الغموض
يوما بعد آخر والكلام لأكرم القصاص في «اليوم السابع» تظهر تفاصيل ومعلومات جديدة حول تنظيم «داعش» وهذه المعلومات تضاعف من الغموض حول نشأة وسلوك وتحركات التنظيم الأكثر دموية وإرهابا في العالم، وعلى الرغم من مرور شهور على هزيمة «داعش» في سوريا والعراق، خاصة أن التنظيم رغم تراجعه في سوريا والعراق، فإنه ما زال يمتلك قدرة على إعادة تنظيم نفسه، فضلا عن انتقال التنظيم إلى مناطق أخرى من العالم، خاصة في بعض دول غرب افريقيا، ويقف وراء معظم الهجمات في نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون، وهو ما يشير إلى وجود أطراف قادرة على التحكم في تحريك وتوجيه التنظيم. وما زال «داعش» يمتلك القدرة على تنفيذ عمليات في سوريا والعراق، فضلا عن التهديدات المستمرة لأوروبا ودول العالم، خاصة أن الكثير من الألغاز والتفاصيل الخاصة بشبكة «داعش» ما زالت غائبة، فضلا عن التأكد من وجود خلايا نائمة، أو ما يسمى الذئاب المنفردة، وهؤلاء يتم تجنيدهم داخل أوروبا من بين المهاجرين، أو حتى من بين الأجيال التي ولدت وتعلمت في أوروبا. لكل هذا تحاول الأجهزة الأمنية والاستخبارية في دول العالم اكتشاف مفاتيح عمليات تمويل وعمل التنظيم الإرهابي، الذي يبدو أنه كان يتلقى المعاونة والدعم من جهات متعددة، والأهم هو أن أغلب، إن لم يكن كل مفاتيح فك لغز «داعش» يقع في تركيا.
اسلحتنا الناعمة
منظمة تضامن الشعوب الافريقية والآسيوية أسسها، كما أكد عبد القادر شهيب في «فيتو» بداية الخمسينيات من القرن الماضي الزعيم المصري جمال عبد الناصر، مع عدد من الزعماء الأفارقة والآسيويين البارزين لدعم حركة الاستقلال الوطني في القارة السمراء، وتوطيد العلاقات بين الشعوب فيها، وفي قارة آسيا أيضا، وأضحى مقرها في القاهرة، التي استضافتها منذ اليوم الأول من تأسيسها، وهو البيت الذي يتجمع فيه المناضلون والمكافحون الأفارقة من أجل استقلال شعوبهم من الاستعمار، الذي سلب خيرات بلادهم.. كانت القاهرة دوما الملاذ والداعم لحركات الاستقلال الوطني، وبعد أن ظفرت كل شعوب القارة الافريقية وقارة آسيا باستقلالها، عملت منظمة التضامن على أن تكون هي الآلية الشعبية لتوطيد العلاقات بين دولها، لتنتصر هذه الدول في معركة التنمية الاقتصادية، التي خاضتها بقوة بعد الاستقلال، لتتخلص شعوبها من الفقر والمرض والتخلف.. هذه المنظمة مهددة الآن لنقل مقرها من القاهرة وفقدان مصر رئاستها التي دامت لها منذ اليوم الأول لتأسيسها، حيث تعاقب عليها عدد من الشخصيات المصرية البارزة، بدءا من يوسف السباعي ومرورا بعبدالرحمن الشرقاوي ومراد غالب وأحمد حمروش، وحتى الدكتور حلمي الحديدي. فهذه المنظمة الشعبية التي تلقى الاهتمام الكبير من زعماء أفارقة وقادة آسيويين، الذي يظهر في استقبالهم لوفودها، الذين يزورن بلادهم، لا تحظى به داخل مصر من قبل البعض، الذين لا يدركون أنها منذ اليوم الأول لتأسيسها صارت دوما أحد الأسلحة الناعمة المهمة لمصر في الدفاع عن مصالحها، وحماية أمنها القومي وتعزيز مكانتها إقليميا وعالميا، حينما أسهمت في توطيد ودعم العلاقات بين بلادنا، والعديد من الدول الافريقية والآسيوية.. حيث تضم هذه المنظمة الآن، ورغم عوامل التجريف الذي تعرضت له تاريخيا نحو 59 لجنة وطنية، بعد أن نجحت قيادتها في تأسيس عدد جديد من هذه اللجان في السنوات الأخيرة في موريتانيا والسنغال ومالي وبوركينافاسو ونيجيريا والكونغو برازافيل، وإحياء اللجنة الروسية واللجنة اليمنية وقبلها اللجنة السودانية والتونسية.
ذبابة لعينة
أخطر ما يصيب الفواكه المصرية يأتي كما قال عباس الطرابيلي في «الوفد» من هذه الذبابة اللعينة، الذبابة الزرقاء.. فهى تبحث عن أفضل مكان تضع فيه ديدانها.. لتحميها.. وتوفر له الغذاء الذي يكفيها إلى أن تصل إلى مرحلة النضج الكاملة. وهذه الذبابة تجد أفضل «حضانة» لأولادها في فواكه معينة أبرزها الجوافة، والمانجو، والبرتقال، والجريب فروت، يعنى ثمار أحلى الفواكه المصرية.. وهذه الذبابة في مؤخرتها «بريمة» حلزونية تختار الثمرة، وهى ما زالت خضراء حتى لو كانت جامدة أو قاسية القشرة.. ثم تدور وتدور بينما هذه البريمة تخترق الثمرة.. ولمّا تصل إلى عمق معين تبدأ في إنزال بدايات الديدان، وسرعان ما تغلق الثمرة لحاءها وكل جسمها على هذه الديدان، التي تظل تتغذى على ما في داخلها من طعام لذيذ.. وعندما يكتمل نمو ثمرة الفاكهة.. يكون نمو الديدان أيضا قد اكتمل نضجه وهي داخل الثمرة. والمشتري – الذي يتذاكى يمسك بالثمرة ليبحث عن أي ثقب فيها يعتقد أنه يحوى مداخل الديدان.. فلا يجد، دون أن يعرف أن الكارثة تكمن في داخل الثمرة، والحل الأمثل حتى نحمي محاصيلنا هذه هو الرش بالمبيدات شديدة الفاعلية.. وهذه لها أضرارها، لذلك ينصحون بعدم تناول هذه الثمار إلا بعد 20 يوما على الأقل حتى ينتهى أثر هذه المبيدات على الصحة الإنسانية، وبذلك نضمن سلامة الثمار.
تجار الموت
أكد فاروق جويدة في «الأهرام» بأنه يتابع جهود وزارة الداخلية في مطاردة تجار المخدرات، وهذه الكميات الرهيبة التي تكشفها كل يوم والكارثة تمثل واحدة من أكبر الجرائم، وهي ظاهرة اجتماعية خطيرة.. ومهما تكن جهود الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية، فإن هناك كميات ضخمة لا يصل إليها أحد.. هناك مسؤوليات كثيرة غائبة، أين الأسرة المصرية وقد وصلت الكارثة إلى أعمار لا تتجاوز السنوات العشر؟ وأين آلاف الأماكن التي تباع فيها هذه الكميات الرهيبة من المخدرات؟ وأين مؤسسات الدولة التي ينبغي أن تمارس دورها من أعضاء مجلس النواب والشيوخ؟ وأين المؤسسات الطبية ومكافحة الإدمان؟ وأضاف جويدة قائلا، إن أهم أجيال مصر من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و40 عاما، يمثلون ثروة مصر الحقيقية.. إن العالم يحسد مصر على هذا العدد من الشباب في هذه الأعمار، ولا يعقل أن نتركهم ضحية الإدمان والمخدرات.. إن المؤسسات البحثية يجب أن تدرس الظاهرة وأن نواجهها أمنيا وبحثيا ورقابيا، ولا يعقل أن نلقى كل المسؤولية على وزارة الداخلية.. هناك شركاء في المسؤولية تبدأ بالأسرة الأب والأم.. ويجب أن تكون هناك خطط أمنية لمطاردة مافيا الاتجار والبيع والتهريب.. إن الكميات التي تعرضها على الشاشات أجهزة المكافحة وهي بآلاف الأطنان من كل الأنواع، تؤكد على أننا أمام كارثة، ويجب أن تكون هناك حملات للوقاية والمكافحة ومطاردة التجار والمهربين.. لقد أصبحت المخدرات الآن من أخطر الظواهر الاجتماعية والصحية التي تهدد شباب مصر، ولا بد لنا من وقفة، وعلى الإعلام المصري أن يفتح ملفات هذه القضية قبل فوات الأوان.. إن مصر تواجه الآن تحديات كثيرة في كل المجالات، ولا شك أن سلاح المخدرات من أخطر الوسائل التي تهدد شباب مصر، مستقبلها وقوتها الحقيقية، وهي معركة من أسوأ أنواع الحروب.. قضية المخدرات أصبحت الآن حديث كل بيت.
باتمان طيب
اهتم عبد الرحمن خالد في «الوطن» بشخص يجسد شخصية «باتمان» الكارتونية، من خلال تصميم ملابسه وسياراته نفسها، وسط تداول كبير لفيديوهاته على مواقع التواصل الاجتماعي. وروى باسم رؤوف، صاحب شخصية «باتمان» المتداولة في الفيديوهات المختلفة على «السوشيال ميديا» كواليس ظهوره بشكل «باتمان» في مدينة 6 أكتوبر والشيخ زايد، قائلا إنه يعمل رجل أعمال في مجال السيارات، ويستورد سيارات وكل ما يتعلق بها، وهو يحب الأبطال الكارتونية مثل «باتمان» وغيره، ولذلك فكر في أن يصنع سيارة مثل «باتمان» موضحا أن السيارة التي تم تداولها مرخصة وكل أوراقها قانونية، ولا يوجد فيها أي مشاكل. وأضاف رؤوف، أن فكرة «باتمان» جاءت بسبب حبه لشخصية «باتمان» الكارتونية، ولذلك جاءت له الفكرة أن يظهر بتلك الطريقة في الشوارع، لكنه لم يكن يتوقع أن يتم تصويره، أو يتم تداول الفيديو الخاص به بهذا الشكل على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. وتابع إن ردود الأفعال كانت كبيرة جدا معه، والمواطنون كانوا يقفون معه ويصورونه، ويلتقطون معه صورا تذكارية، «ردود أفعال الناس معايا في الشارع حببتني أكتر في الشخصية، وحببتني أكتر في باتمان، أنا في يوم وليلة لقيت نفسي بقيت تريند، والناس كلها بتتكلم عني، وعن الموضوع، ومبقتش عارف أمشي في الشارع من الناس، أو أقف في أي حتة، ودي حاجة بقبلها بصدر رحب طبعا، وحاجة أحبها ومعنديش أي مشكلة». وواصل: «باتمان كان بينقذ منطقته، وأنا هنقذ منطقتي في الشيخ زايد من خلال الأعمال الخيرية اللي هحاول أقدمها خلال الفترة اللي جاية».
الطلاق في مصر
أذهل درية شرف الدين في «المصري اليوم» ذلك الرقم، حالة طلاق جديدة في مصر كل دقيقتين وإحدى عشرة ثانية، أعدت قراءة الرقم لأتاكد من صحته، وهو الصادر حديثا عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. أي ما يقرب من ثلاثين طلاقا في الساعة الواحدة، أي سبعمئة طلاق في اليوم الواحد، وفي الشهر يتعدى الرقم واحدا وعشرين ألف حالة طلاق في مصر. مؤشر يستحق أن يتوقف عنده محللو البيانات والمتخصصون في التحليل الاجتماعي والنفسي والإنساني والاقتصادي، بل والسياسي في مصر. هو رقم يخص كائنات إنسانية تتحول العلاقة بينها إلى مواجهات قضائية ومالية قاسية، قد تستمر لشهور ولسنوات، وربما لا تنتهى، خاصة إذا كان هناك أطفال حيارى بين الجانبين. كالعادة تصدرت القاهرة رأس القائمة، وحتى الصعيد الذي كان متميزا بصلابة بنائه الأسري تخلخل الحال ودخل إلى الحلبة وتصدرت محافظة (قنا) مدنه وقراه. قصص آتية من الريف عن أسباب الطلاق، عن تأثير البطالة بعد تجريف الكثير من الأراضي، عن تدخل الأهل وأعباء الغارمات، عن التعنت فى متطلبات الزواج التي لم يعرفها الريف المصري من قبل، عن الزحمة في المدن وأطرافها وما تنتجه من أخلاق غير سوية، وأعصاب ملتهبة على الدوام، عن ارتفاع سقف التطلعات، بما لا يتناسب مع الدخول المحدودة والمتناقصة، عن مصاريف المدارس والجامعات التي تحوّل معظمها إلى مشروعات تجارية مرهقة التكاليف دون رادع حقيقي من الجهات المختصة حتى أصبح التعليم خارج البلاد أقل كلفة، حتى الانشغال بالموبايل والإنترنت بالصورة المبالغ بها فى المجتمع المصرى ومن كلا الزوجين أصبح من أسباب الطلاق. أما الأسباب القديمة كتعاطى المخدرات والخيانات الزوجية والسرقة والكذب ما زالت قائمة لا نختلف فيها عن مجتمعات كثيرة. حالة طلاق فى مصر كل دقيقتين وإحدى عشرة ثانية فقط، رقم مذهل يجب أن لا يمر أمامنا مرور الكرام.