رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يواجه مطالبات بالاستقالة بعد اعتذاره بسبب حضور حفل أثناء الإغلاق العام
اعتذر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، عن حضوره لحفلة خلال فترة الإغلاق الأولى في بريطانيا للحد من انتشار فيروس كورونا في البلاد.
وقال لأعضاء مجلس العموم إن الفعالية التي جرت في حديقة 10 داونينغ ستريت (مقر رئاسة الوزراء) كانت "من الناحية التقنية ضمن القواعد" إلا أنه كان عليه أن يدرك كيف سيبدو الأمر بالنسبة الى الجمهور.
وقال زعيم حزب العمال، السير كير ستارمر، إن على رئيس الوزراء الآن الاستقالة بسبب ما وصفه بأكاذيبه وأعذاره "المثيرة للسخرية".
ويتعرض جونسون أيضا إلى ضغوط من قبل نواب في حزبه بشأن حفلة مايو/أيار 2020.
وقال النائب عن حزب المحافظين ورئيس أحدى اللجان المختارة في مجلس العموم، ويليام راغ، إن على جونسون الاستقالة قبل أن تنشر الموظفة الحكومية الرفيعة، سو غراي، تقريرها عن حفلات داونينغ ستريت.
تخطى مواضيع قد تهمك وواصل القراءةمواضيع قد تهمكمواضيع قد تهمك نهاية
وقد تجول جونسون، بعد انتهاء استجوابه، في غرف الاستراحة في مجلس العموم حيث تجمع النواب لحشد الدعم له وسط نواب حزبه.
وإذا أرسل 54 نائبا منهم إلى اللجنة 1922 (وهي اللجنة المؤثرة المكونة من نواب أعضاء في حزب المحافظين وتحكم في الخلافات في رئاسة حزب) فسيشكل ذلك تحديا كبيرا لجونسون.
تخطى البودكاست وواصل القراءةالبودكاستمراهقتي (Morahakaty)تابوهات المراهقة، من تقديم كريمة كواح و إعداد ميس باقي.
الحلقات
البودكاست نهاية
وقال النائب وزعيم حزب المحافظين في اسكتلندا، دوغلاس روس، إنه سيكتب إلى اللجنة لأنه يعتقد أن موقف رئيس الوزراء "لم يعد ممكنا الدفاع عنه".
وأضاف: "إنه رئيس الوزراء وحكومته هي التي وضعت هذه القواعد ويجب أن يحاسب على أفعاله".
وقال مصدر رفيع من حزب المحافظين إن جونسون بدا "متألما ومحبطا" أثناء حديثه إلى نوابه وإنه "فقد ما جعله ناجحا للغاية مع حزبه".
وقال عضو البرلمان السير روجر غيل - وهو منتقد معروف لجونسون - إن رئيس الوزراء الآن "في عداد الموتى" من الناحية السياسية.
وحذرت الوزيرة ريتشيل ماكلين من وجود عواقب على أولئك الذين خرقوا القانون المتعلق بقيود فيروس كورونا.
وفي حديثها إلى بي بي سي تو بوليتيكس لايف، قالت: "القانون ينطبق على الجميع... بما في ذلك رئيس الوزراء". وأضافت: "الأشخاص الذين يصنعون القوانين هم أيضا يخضعون للقوانين ولهذا السبب لدينا تحقيق لمعرفة ما حدث بالضبط، وإذا جرى انتهاك أي قوانين فستكون هناك عواقب".
لكن نواب حزب المحافظين الآخرين احتشدوا خلف رئيس الوزراء، حيث قال السير كريستوفر تشوب إنه "لم يسمع اعتذارا بمثل هذه الشدة" في الفترة التي قضاها في البرلمان، وأنه يعتقد أنه كان "صادقا حقا".
ودافع وزراء الحكومة، بمن فيهم نائب رئيس الوزراء دومينيك راب ووزير الصحة ساجد جاويد، عن رئيس الوزراء، حيث قال راب إنه قدم "سردا واضحا" لما حدث واعتذر.
والتزم مجلس العموم الصمت في بداية استجواب رئيس الوزراء، حيث اعترف جونسون بأنه حضر هذه الفعالية لمدة 25 دقيقة تقريبا، حتى يتمكن من "شكر مجموعات الموظفين" على عملهم الشاق، قبل أن يعود إلى مكتبه.
وقال: "اعتقدت ضمنيا أن هذا الحدث يتعلق بالعمل".
لكنه أضاف: "بعد الانتهاء من ذلك، كان عليّ أن أطلب من الجميع العودة إلى الداخل".
وقال: "كان يجب أن أجد طريقة أخرى لشكرهم، وكان يجب أن أدرك أنه - حتى لو كان من الممكن القول تقنيا أنه (الحدث) يقع ضمن التوجيهات الصادرة - سيكون هناك الملايين والملايين من الناس الذين ببساطة لن يروا الأمر بهذه الطريقة".
وفي وقت لاحق، قال متحدث باسم داونينغ ستريت إن رئيس الوزراء لم ير البريد الإلكتروني الذي يدعو الموظفين لتناول المشروبات في 20 مايو/أيار 2020.
واختتم رئيس الوزراء تصريحه بتقديم اعتذاره إلى مجلس النواب وأولئك الذين لم يتمكنوا من رؤية أحبائهم في ذلك الوقت.
وطالب نواب المعارضة جونسون بالاستقالة من منصب رئيس الوزراء، كما طالبه نواب في حزبه بالتخلي عن منصبه. وواجه رئيس الوزراء ما مجموعه، ثماني مطالبات بالتنحي خلال جلسة استجواب مجلس العموم.
وقال زعيم حزب العمال السير كير ستارمر: "بعد أشهر من الخداع، مشهد مثير للشفقة لرجل خرج عن الطريق الصحيح".
وأضاف: "دفاعه... أنه لم يدرك أنها كانت حفلة، مثير للسخرية للغاية لدرجة أنه في الواقع مسيء للمواطنين البريطانيين".
وتابع: "لقد أُجبر أخيرا على الاعتراف بما يعرفه الجميع، أنه عندما تم إغلاق البلد بأكمله، كان يستضيف حفلات سُكر في داونينغ ستريت. هل سيقوم الآن بفعل الشيء اللائق والاستقالة؟".
كما دعا زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار ، السير إد ديفي، رئيس الوزراء إلى الاستقالة. كما كتب إلى شرطة العاصمة ليطلب منها التحقيق في حضور جونسون لحفل 20 مايو/أيار 2020.
وقال جونسون من جهته، إنه يتفهم "غضب" الناس الذين "قدموا تضحيات هائلة خلال هذا الوباء" من فكرة أن "الناس في داونينغ ستريت لا يتبعون تلك القواعد".
جونسون يواجه غضبا في البرلمان بسبب دعوة 100 لحضور حفل مشروبات رغم الإغلاق
جونسون يعتزم رفع معظم قيود "كورونا" رغم ارتفاع الإصابات
وحث النواب على انتظار نتيجة التحقيق الذي تجريه سو غراي (وهي موظفة حكومية رفيعة في الخدمة المدنية في بريطانيا) في الانتهاك المزعوم في داونينغ ستريت لقواعد الإغلاق العام جراء كوفيد، والذي قال إنها ستنتهي من تحضيره وتعلن نتائجه "في أقرب وقت ممكن".
وأضاف: "إنني آسف على الطريقة التي تم بها التعامل مع هذا الحدث الذي وصفته. إنني آسف بمرارة. وأتمنى لو كنا فعلنا الأشياء بشكل مختلف".
وقالت المحررة السياسية في بي بي سي،لورا كوينسبرغ، إنها لا تعتقد أن تصريحات جونسون ستنهي المسألة أبداً.
وأضافت أن اعترافه قد يكون قد أتاح له بعض الوقت، لكنه يطلب من حزبه بشكل أساسي انتظار انتهاء التحقيق قبل أن يتخذوا قرارهم.
وتصاعد الغضب بعد أن قال شهود إن رئيس الوزراء وزوجته كانا من بين حوالي 30 شخصا في الحفلة التي أقيمت في مايو/أيار 2020.
وتم تسجيل 379 حالة وفاة أخرى بكوفيد-19 في المملكة المتحدة يوم الثلاثاء، فضلا عن120 ألف و821 حالة إصابة جديدة.
ما هي القواعد التييشتبه بخرقها؟
نصت التوجيهات الحكومية الخاصة في إنجلترا في 20 مايو/أيار 2020 على أن التجمعات العامة في مكان العمل يجب أن تتم فقط إذا كانت ضرورية وأن "العاملين يجب أن يحاولوا تقليل جميع الاجتماعات والتجمعات الأخرى في مكان العمل". كما كان عليهم أيضا "تقليل عدد الأشخاص الذين يقضون وقتا معهم في بيئة العمل".
وفي ذلك الوقت، لم يكن مسموحا للناس بمغادرة منازلهم (أو التواجد خارج المكان الذي يعيشون فيه) من دون تقديم عذر معقول، ويشمل ذلك العمل، أي استحالة العمل من المنزل.
وعلى الرغم من أن أي شخص حضر الفعالية في داوننغ ستريت قد يكون قد انتهك القانون، إلا أنه قد يقال إن ذلك لا ينطبق على رئيس الوزراء نفسه. وذلك لأن رئيس الوزراء يعيش في داونينغ ستريت وبالتالي لم يغادر منزله من الناحية الفنية كي يحضر الحفلة.
كما يحظر القانون التجمعات في الأماكن العامة لأكثر من شخصين، ما لم يكونوا أفرادا من نفس الأسرة أو كان التجمع "ضروريا لأغراض العمل". ومع ذلك، قال المحامون إن داونينغ ستريت ليس مكانا عاما.
التسلسل الزمني: التجمعات الحكومية المزعومة
تواجه الحكومة ضغوطا متزايدة بشأن العديد من الحفلات والتجمعات التي يُزعم أنها عقدت أثناء عمليات الإغلاق في عام 2020. إليكم ما نعرفه عنها وعن القيود التي كانت مفروضة في ذلك الوقت:
10 مايو/أيار 2020
أعلن بوريس جونسون عن خطة لاتخاذ "الخطوات الأولى الدقيقة" للخروج من الإغلاق الذي كان بدأ في مارس/آذار 2020. لكنه قال إنه يجب على الناس الاستمرار في "الامتثال لقواعد التباعد الاجتماعي ولتنفيذ هذه القواعد، وسنزيد الغرامات على الأقلية القليلة التي ستكسرها".
وأشارت القيود القانونية في ذلك الوقت، إلى أنه لا يمكنك مغادرة منزلك من دون تقديم عذر معقول. وكان التوجيه الحكومي هو أنه يمكنك مقابلة شخص واحد خارج أسرتك في مكان خارجي أثناء ممارسة الرياضة.
15 أيار/مايو 2020
أظهرت صورة التقطت في مايو/أيار 2020، رئيس الوزراء وبعض الموظفين في مكتبه وهم يحملون زجاجات نبيذ ولوح من الجبن في حديقة داونينغ ستريت. وعندما سئل عن الأمر، قال جونسون "هؤلاء الناس في موقع عملهم، يتحدثون عن العمل".
20 أيار/مايو 2020
تمت دعوة نحو 100 شخص عبر البريد الإلكتروني إلى "حفلة مشروبات تحترم التباعد الاجتماعي في حديقة 10 داوننغ ستريت" نيابة عن السكرتير الخاص لرئيس الوزراء، مارتن رينولدز.
وقال شهود لبي بي سي إن رئيس الوزراء وزوجته كانا من بين حوالي 30 شخصا حضروا الحفلة.
وأكد جونسون أنه حضر الحدث، قائلاً إنه كان هناك لمدة 25 دقيقة و"اعتقد ضمنيا أنه كان حدثا يتعلق بالعمل".
17 يوليو/تموز 2020
أعلن بوريس جونسون عن خطط لـ "عودة بدرجة كبيرة إلى الحياة الطبيعية" في إنجلترا بحلول عيد الميلاد "من خلال اتخاذ إجراءات محلية محددة بدلاً من عمليات الإغلاق العام على المستوى الوطني عموما.
لكنه أضاف أن الجدول الزمني المتعلق بذلك يعتمد على "أن يبقى كل فرد منا في حالة تأهب ويتصرف بمسؤولية".
5 نوفمبر/تشرين الثاني 2020
مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا مرة أخرى، أخبر رئيس الوزراء الناس في إنجلترا أننا "نطلب منكم مرة أخرى البقاء في المنزل" مع بدء إغلاق عام جديد.
وقال إنه يجب على الناس مغادرة منازلهم فقط "للعمل إذا لم يكن بإمكانك العمل من المنزل ومن أجل التعليم وللقيام بالأنشطة الأساسية وحالات الطوارئ". وتم حظر التجمعات الداخلية مع الأسر الأخرى، إلا إذا كانت لأغراض العمل.
13نوفمبر/تشرين الثاني 2020
قالت مصادر لبي بي سي إن موظفين في داونينغ ستريت حضروا تجمعا دعت له كاري جونسون في الشقة التي تعيش فيها هي ورئيس الوزراء. ونفى متحدث باسم السيدة جونسون أن تكون الحفلة قد حدثت.
27نوفمبر/تشرين الثاني 2020
أقيمت حفلة وداع للمساعدة العاملة في مكتب رئاسة الوزراء، كليو واتسون، تضمن مشروبات كحولية وألقى جونسون خلاله خطابا، وفقا للمصادر.
2 ديسمبر/كانون الأول 2020
انتهى الإغلاق الوطني الثاني بعد أربعة أسابيع، لكن بوريس جونسون استبدل القيود التي كان معمول بها بـ "مستويات صارمة لإبقاء مستويات الاصابة بهذا الفيروس منخفضة".
وتم وضع لندن في المستوى الثاني والذي منع شخصين أو أكثر من أسر مختلفة من الاجتماع في الداخل، ما لم يكن ذلك "ضروريا بشكل معقول" لأغراض العمل.
10 ديسمبر/كانون الأول 2020
أكدت وزارة التعليم أنها عقدت اجتماعا مكتبيا لشكر الموظفين على عملهم أثناء الوباء. وتقول إن المشروبات والوجبات الخفيفة أحضرها أولئك الذين حضروا ولم تتم دعوة أي ضيوف خارجيين أو موظفي دعم.
14 ديسمبر/كانون الأول 2020
اعترف حزب المحافظين بوقوع "تجمع غير مصرح به" في مقره الرئيسي في وستمنستر. وقد عقده فريق مرشح الحزب لرئاسة بلدية لندن، شون بيلي، الذي استقال منذ ذلك الحين من منصب رئيس لجنة الشرطة والجريمة في مجلس لندن. وستتحدث شرطة العاصمة مع شخصين حضرا الحفل.
15 ديسمبر/كانون الأول 2020
قالت مصادر متعددة لبي بي سي إنه تم إجراء مسابقة (أسئلة وأجوبة عن معلومات عامة ’كويز’) بمناسبة عيد الميلاد للموظفين في مكتب رئاسة الوزراء العام الماضي. وأظهرت صورة - نشرتها صحيفة صنداي ميرور - أن بوريس جونسون كان يشارك في الحدث وكان يجلس بين زميلين له. ونفى جونسون ارتكاب أي مخالفة.
16 ديسمبر/كانون الأول 2020
انتقلت لندن إلى أعلى مستوى من القيود وقال مات هانكوك، الذي كان وزير الصحة في ذلك الوقت، إنه من المهم أن "يتوخى الجميع الحذر" قبل فترة الأعياد.
واعتذرت وزارة النقل بعد تأكيد تقارير عن إقامة حفلة في مكاتبها في ذلك اليوم، ووصفتها بأنها "غير مناسبة" و"خطأ في التقدير" من قبل الموظفين.
18 ديسمبر/كانون الأول 2020
نفى مكتب رئاسة الوزراء، تقريرا لصحيفة ديلي ميرور يفيد بأن حفلة أقيمت في مقر الرئاسة في داونينغ ستريت.
ومع ذلك، أظهر مقطع فيديو حصلت عليه قناة آي تي في نيوز، السكرتيرة الصحفية لرئيس الوزراء آنذاك أليغرا ستراتون، وهي تقول ممازحة عن تقارير عن إقامة حفلة: "كانت تلك الحفلة الخيالية مجرد اجتماع عمل ولم يكن يتبع قواعد التباعد الاجتماعي".